fbpx

أتذكرون فلم z شرطة فاسدون.. علامة فارقة لفرنسا الحريات

مرصد مينا

فرنسا عام ١٩٠٥، ذهبت نحو العلمانية، والعلمانية تشمل فيما تشمل “أقله وفق مقاييس النشأة” الاعتراف بحرية ممارسة الشعائر، ولا تمنع التعبير من خلال الرموز الدينية مادامت لاتمس بحريات الآخرين.
الفرنسيون الذين اطلقوا العلمانية، حتى باتت ماركة مسجلة باسمهم كما سُجلت الديمقراطية لليونان، يشتغلون اليوم بلا كلل على اجتثاث ما اخترعوه، وهذه وقائع تقول الكثير:
ـ في 27 أكتوبر 2005، تسبَّب التدخُّلُ العنيف للشرطة في منطقة “كليشي” بالضاحية الشمالية الشرقية بباريس، في مقتل الشابين “زياد بنة” و”بونا طراوري” بصعقة كهربائية بعد احتمائهما بمولّد كهربائي مما تسبب في موجة غضب عارمة في منطقة باريس بالأساس .
يومها اشتعلت باريس حتى غطّت سماءها السحب السوداء فلدى الباريسيين مايكفي من إطارات السيارات التالفة القابلة للاحتراق.
ـ في أكتوبر 2007 تعرّض شابين من الضواحي للقتل على يد الشرطة الفرنسيين، في ما وصِف حينها باصطدام دراجة نارية بسيارة شرطة.
ـ في العام نفسه انطلقت التظاهرات “الحارقة” وإن لدوافع طبقية هذه المرة وكان أبطالها “السترات الصفراء، عرفت يومها باحتجاجات نوتردام، شارك في هذه الاحتجاجات طلاب المدارس الثانوية، وانضمت اليهم حركة إكستنشن ريبيليون.. وكانت شرطة باريس في الواجهة والمواجهة، حتى باتت كلمة شرطي تعني “اللعنة”.
ـ في 2005 تم تسخير 10 آلاف من الشرطة، وفي الاحتجاجات الجارية اليوم أكثر من 40 ألفا. ولذلك، فإنه إذا ما كان عدد العربات التي تم حرقها سنة 2005 يقدر بنحو 10 آلاف عربة، فإن عددها في الاحتجاجات الحالية قد يزيد عن 40 ألفا.
هذا عن اعداد الشرطة بهراواتهم وقنابلهم المسيل للبكاء.. وما يقابلها من خسائر وضحايا.
عام 2005 بلغ عدد جرحى الاحتجاجات بما في ذلك عناصر الشرطة 3000 جريح، واليوم لابد وتضاعف عدد جرحى الاحتجاجات بالنسبة التي تضاغفت بها أعداد الشرطة.
واليوم تشتغل مطحنة الأطراف المعادية للمهاجرين على ترويج خطاب الكراهية، وعلى التلويح برمي المهاجرين في البحر أوإعادتهم إلى بلدانهم، يترافق ذلك مع خطاب المَنع عن التعبير عن الهويات الدينية وهذا على العكس من حال بعض الدول الأنجلوسكسونية التي رغم وجود بعض التيارات العنصرية بها التي تحارب الأفارقة والعرب بالدرجة الأولى والمسلمين عامة، تبقى هذه الدول على مستوى الخطاب الرسمي وخطاب المعارضة بعيدة كل البعد عن الموقف الفرنسي.
خطاب كراهية تتلقفة الشرطة فتعيد انتاج الفلسفة بـ “الهراوة”، وذات يوم كان كوستاغافرس قد قالها:
ـ شرطة فاسدون.
لم يقلها نثراً ولا شعراً قالها عبر شريط سينمائي سيبقى خالداً بخلود “القهر”، كان اسم الشريط:
ـ فيلم z
اتذكرون هذا الفلم؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى