أردوغان عارياً

مشكلة الرئيس رجب طيب أردوغان، أنه يرتدي معطفًا بنصفين، رداء السلطان العثماني في نصفه الاول، ورداء سيد قطب في نصفه الثاني، ومعهما يتأرجح ما بين السيف وسجادة الصلاة، فلا هو للسيف ولا هو للصلاة، وقد تظهّر عجز سيفه في مواجهات جبال قنديل، فهناك حفنة من المقاتلين العراة سوى من الجبال، جعلوا جيشه المصنّف كثاني جيش في الناتو، يصرخ من الوجع، أما عن الصلاة فهاهي ساحة تقسيم وقد تحوّلت إلى “كاباريه” مفتوح، يستجلب المال من الباحثين عن اللذة العابرة في اقتصاد الكاباريه.

مشكلة هذا الرجل انه يملأ رأسه بقبقاب السلطان، وهاهو يلتقط عشرات الصور مع حاشيته وكأن السلطنة تأتي من عدسات كاميرات الديجتال، ومع رأسه الممتلئ بالأوهام، يذهب إلى سوريا ليقتطع منها وبعدها إلى ليبيا ويفصله عنها بحر واسع، في خطوة لن تقود سوى إلى المزيد من الانهيار، فيما يطارد بلاده بأحزابها وناسها، وقد ملأ سجونه حتى اضطر الى توسيع السجون بما يحوّل البلاد الى سجن كبير.

غطرسة عثمانية بأقدام من خشب، وسيوف من خشب، ولغة من خشب، وهاهواليوم في ليبيا، والسؤال:

ـ ما الذي يريده أردوغان من الليبيين؟

بلا ادنى شك، يتكئ أردوغان على حليفه السرّاج في فرض أتاوات على الليبيين، وهاهي مليارات الدولارات تتدفق على الخزينة التركية، وبلا ادنى شك يلعب بالاتجار بالمقاتلين المرتزقة، أولئك القادمين من متاهات المكان، ليصدّرهم الى ليبيا، والبيع على القطعة، ومعظمهم من الفصائل الإسلامية المتطرفة التي لن تكون سوى عبئ مضاف إلى أعباء الليبيين، وبالتاكيد فهو يحرث في الصحراء الليبية، طامحًا إلى محاصرة مصر، وتصدير ارهابه اليها، لحصار مصر في مفازات الصحراء، وبالتاكيد سيكون بالغ طموحه العبث بالقارة الافريقية عبر نقل عبثه الى تونس، وربما منها إلى الجزائر، لإضرام الحرائق في القارة التي لايعوزها المزيد من الاحتراق.

هل سيجنح اردوغان في مساعيه تلك؟

ليس ثمة دليل واحد على تمكنه من تحقيق اي انجاز في ليبيا، كل ماعليه، هو اشعال النيران فيها، هذا في الوقت الذي تلتهب النيران في ثيابه، ومن يتابع أخبار تركيا الداخل، يعلم باليقين أن تركيا على وشك الاحتراق، فالجيش فيها مهان، والقوى السياسية المدنية مهانة، والحركات الأهلية مطوّقة ومطاردة، وحتى البيت الداخلي لم يعد بيتًا داخيًا، فرفاق الامس لم يعودوا رفاقًا لأدروغان وأمثلتهم عبد الله غل، وأحمد داوود أوغلو/، وكلاهما نفضا غبار اردوغان عن ثيابهما، حتى خلا حزبه من الشخصيات الوازنة، بما جعل حزبه حزب “حرملك السلطان” لا حزب جحافل السلطان.

أردوغان الممسوس بوسواس العظمة، نقل بلاده من تصفير الأعداء الى تصفير الأصدقاء، وهاتوا صديقًا واحداً لتركيا من المجموعة الدولية الفاعلة.. كل المجموعة الدولية، وهاهو الرئيس الفرنسي يوجه رسالة بالغة القسوة في مواجهة سياسات اردوغان، وبلا ادنى شك فالامريكان سبق وغسلوا أيديهم منه، فيما الروسي فلاديمير بوتين يرمي به لدقائق في قاعة الانتظار.

السلطان ليس بالسلطان، والمصلّي ليس بالمصلي.

أردوغان بلا سيف.

أردوغان بلا سجادة صلاة.

وتركيا في ظله لابد إلى الانهيار.