بغداد تتحرك لاحتواء تداعيات سقوط النظام السوري

مرصد مينا
بعد سقوط النظام السوري، تسعى بغداد لتكون محوراً دبلوماسياً في مواجهة التداعيات الإقليمية.
وقد كثف رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، تحركاته عبر “دبلوماسية الهاتف”، حيث أجرى اتصالات مع قادة المنطقة، من بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى جانب وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي. كما شملت تحركاته زيارة خاطفة إلى الأردن.
من جانبه، أكد السوداني في محادثاته “ضرورة الحفاظ على أمن سوريا ووحدة أراضيها مع احترام خيارات الشعب السوري”، مشدداً على أهمية انتقال سياسي يضمن استقرار المنطقة.
وتناول الاتصال مع لامي العلاقات الثنائية وأهمية دور العراق المحوري في حفظ استقرار المنطقة.
في السياق الأمني، تشدد بغداد إجراءاتها على الحدود مع سوريا، حيث زار وزيرا الداخلية والدفاع، إضافة إلى رئيس أركان الجيش، المنطقة الحدودية عدة مرات.
كما تفقد رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، التحصينات في منطقة القائم بمحافظة الأنبار لضمان الجاهزية الأمنية.
ورغم هذه التحركات، تشهد الساحة السياسية العراقية تبايناً في المواقف تجاه التطورات في سوريا. فقد وصف نوري المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون، سقوط النظام السوري بأنه “انهيار غير متوقع”، متهماً الدور التركي بأنه كان حاسماً في إسقاط النظام.
بينما دعا خميس الخنجر، رئيس تحالف السيادة، إلى تنفيذ بنود الاتفاق السياسي لتعزيز الجبهة الداخلية وتجنب التداعيات المحتملة للأزمات الإقليمية.
هذا التضارب في المواقف يعكس انقساماً بين القوى العراقية حول كيفية التعامل مع المشهد السوري، وسط ضغوط دولية وتحولات إقليمية قد تفرض تحديات جديدة على العراق.