fbpx

ميليشيات حزب الله العراقي تختطف باحثة روسية – إسرائيلية من بغداد

مرصد مينا

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن ميليشيات “كتائب حزب الله” العراقية المصنفة على قائمة الإرهاب الأميركية، هي من اختطفت الباحثة الاسرائيلية – الروسية إليزابيث تسوركوف، مؤكدا أنها لا تزال على قيد الحياة.

أسرة الباحثة ذكرت أن تسوركوف طالبة الدكتوراه شوهدت آخر مرة في مقهى في العاصمة العراقية بغداد، وقالت  إنها اختطفت خلال عملها على بحث لجامعة برنستون الأميركية حيث تعد للدكتوراه، وفقا لنيويورك تايمز.

ولم تتبن الجماعة كتائب حزب الله العراقي الموالية لإيران أو غيرها المسؤولية عن اختطاف تسوركوف. فيما كشفت عائلة تسوركوف، 36 عاما، إن ابنتهم اختطفت منذ مارس الماضي في العراق، لكن لم يعلن عن اختطافها بشكل رسمي إلا الأربعاء.

وفي نهاية مارس الماضي، أعلنت وكالات أنباء محلية عراقية اعتقال “إيراني بتهمة اختطاف مواطنة روسية تحمل الجنسية الأميركية”، في بغداد، إذ كان يُعتقد وقتها، وفقا لمصادر أمنية تسوركوف مواطنة أميركية بحسب موقع الحرة الأمريكي، لكن وزارة الخارجية الأميركية نفت أن تكون الباحثة حاملة للجنسية الأميركية.

ووفقا لمصدر محلي عراقي، مطلع على آخر تحركات تسوركوف، فإن الباحثة كانت تتجنب التصريح بأنها تحمل الجنسية الإسرائيلية، وكانت تقول إنها طالبة أميركية – روسية تعمل على إكمال شهادة دكتوراه في الجماعات الدينية.

ويقول المصدر إن إليزابيث جاءت إلى ميسان جنوبي العراق في مارس الماضي، وبقيت فيها نحو أسبوع، لمقابلة قياديين سابقين وحاليين في التيار الصدري، في إطار الدراسة التي تعدها، واختفت تسوركوف بعد ثلاثة أيام من عودتها من ميسان إلى بغداد، وفقا للمصدر.

مصدر في الاستخبارات العراقية لفرانس برس إن تسوركوف خُطفت بينما كانت تغادر مقهى في حي الكرادة في العاصمة العراقية.

وكالة فرانس برس من جهتها ذكرت أنها حصلت على مقطع فيديو سجلته كاميرا مراقبة في المقهى تظهر فيه شابة تغادر برفقة رجل. وبحسب المصدر فإن المرأة التي ظهرت في التسجيل هي تسوركوف والرجل الذي رافقها هو الخاطف، وهو عنصر في مجموعة عراقية موالية لإيران.

وفي أواخر مايو، قال عضو في الاستخبارات العراقية لوكالة فرانس برس إنه تلقى تعليمات من رؤسائه بوقف التحقيق في اختفاء تسوركوف.

وقالت وزارة الخارجية الروسية لوكالة فرانس برس في أواخر أبريل “للأسف في هذه اللحظة ليس لدى السفارتين الروسيتين في العراق وإيران أي معلومات عن مكان إليزابيت تسوركوف”.

صحيفة تايمز أوف إسرائيل نقلت عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه، قوله إن عناصر الأمن الإسرائيليين يعملون مع نظرائهم الأميركيين والروس لإطلاق سراح تسوركوف في أقرب وقت ممكن.

وردا على المعلومات التي تحدثت عن وجود تعاون بين الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل بشأن خطف مواطنة تحمل الجنسيتين الروسية والإسرائيلية من قبل جماعة موالية لإيران في العراق، قالت متحدثة باسم الخارجية الأميركية لقناة “الحرة” “نحن على علم بعملية الخطف هذه وندين اختطاف المواطنين”.

مركز نيولاينز للأبحاث قال إن آخر اتصال له مع إليزابيث تسوركوف كان في 19 مارس، مشيرا إلى في بيان إن الباحثة أبلغت “أنها  سئمت من إجراء بحث ميداني في الشرق الأوسط وأرادت العودة إلى جامعة برينستون لكتابة أطروحة الدكتوراه.

وأضاف المركز “علمنا بعد أسبوع من مصادرنا أن ميليشيا موالية لإيران قد اختطفتها في بغداد ولم نسمع عنها منذ ذلك الحين واحتراما لرغبات عائلتها والأمل بحل الموضوع بالإفراج السريع عنها، اخترنا عدم النشر بشأن الموضوع”.

البيان أردف: “من المفارقات إلى حد ما، أن ليز، التي يزعم البعض أنها اختطفت لكونها “العدو الصهيوني” ، ليست صهيونية على الإطلاق.

وتابع “في الواقع، هي من أشد المنتقدين لسياسة الأمن القومي الإسرائيلي، وفي حين يرى بعض منتقديها أن جنسيتها الإسرائيلية وصمة عار لا تمحى، مهما كانت معتقداتها، يعرف كثير ممن يتابعون عملها أنها متحمسة للغاية للمنطقة ومتعاطفة تجاه شعبها”.

ويضيف “مما يزيد الأمور تعقيدا حقيقة أن ليز منتقدة صريحة للاعبين الثلاثة الرئيسيين المحتملين المشاركين في التفاوض على إطلاق سراحها، إسرائيل وإيران وروسيا”.

يشار أن تسوركوف نشأت في إسرائيل، وخدمت في الجيش، كما هو مطلوب من جميع الإسرائيليين تقريبا، وفقا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، و”وول ستريت جورنال” التي قالت إن تسوركوف “عملت لاحقا في مجموعة إنسانية في الأراضي الفلسطينية في غزة”.

وهي “عضو مهم في مجتمع جامعة برينستون” كما قال مايكل هوتشكيس، المتحدث باسم الجامعة، وأضاف “نحن قلقون للغاية على سلامتها ورفاهها، ونحن حريصون على أن تتمكن من الانضمام إلى عائلتها واستئناف دراستها” بحسب الحرة

وفي نبذة تعريفية عنها على موقعها الشخصي على الإنترنت وصفحتها على لينكدإن، تقول تسوركوف إنها زميلة في “معهد نيولاينز للاستراتيجية والسياسة”، وهو مركز دراسات وأبحاث مقره واشنطن، وزميلة باحثة في “منتدى الفكر الإقليمي”، وهو مركز بحثي إسرائيلي فلسطيني مقره في القدس..

تضيف طالبة الدكتوراه في قسم العلوم السياسية بجامعة برينستون على صفحتها، أنها تركز في أبحاثها “على بلاد الشام، وبشكل خاص الانتفاضة والحرب في سوريا”، كما تركز “على المجتمعات التي تعيش في حالة نزاع أو في وسط ما بعد النزاع، حيث يشكل العراق وسوريا حالات اختبار لبناء النظرية”.

وأبرزت أنها مهتمة أيضا بـ”توثيق كيف يواجه المدنيون الحرب والعنف من قبل الدولة، وكيف يلعبون دورا فعالا في الصراع والحركات المدنية السلمية”، بالإضافة إلى اهتمامها بقضايا الهوية المجتمعية والطائفية والانتماء الوطني في الشرق الأوسط، وخاصة في الدول متعددة الطوائف مثل سوريا والعراق. ويشير موقعها على تويتر إلى أنها زارت سوريا عدة مرات من قبل.

وتحمل تسوركوف جوازي سفر، أحدهما إسرائيلي والآخر روسي، ودخلت العراق باستخدام جواز سفرها الروسي، وفقا للحكومة الإسرائيلية.

وتظهر تغريداتها وأبحاثها تركيزا على مواضيع مثل الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط، وحقوق الإنسان والأقليات، كما أنها كتبت منتقدة النظام الروسي.

ولإليزابيث، بحسب صفحاتها على الإنترنت، “خبرة تزيد عن عشر سنوات في العمل التطوعي والعمل مع منظمات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط التي تكافح من أجل حقوق الفلسطينيين واللاجئين والمهاجرين، والناجين من التعذيب، وضحايا الاتّجار بالبشر والأقليات العرقية والدينية”.

وعملت الباحثة المحتجزة التي تقول إنها تجيد اللغات الإنكليزية والعبرية والروسية والعربية، في تقديم الاستشارة لمراكز بحثية من بينها “مجموعة الأزمات الدولية، والمجلس الأطلسي، والمعهد الأوروبي للسلام”.

ونشرت تسوركوف مقالات في عدد من الصحف الدولية، مثل “نيويورك تايمز، ونيويورك ريفيو أوف بوكس، و هاآرتس، وذا فوروورد، نيوزويك، والقدس العربي، وغيرها”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى