الدبلوماسية ما بين عُمان وعَمّان
وقد تقاسمت عُمان وعَمّان دبلوماسية المصالحات، نجحت عُمان في ترتيب مصالحة سعودية ـ إيرانية وصدّرتها إلى الصين، أمّا عَمّان فيبدو أنها تشتغل على مصالحة سورية ـ سورية، فالأردن يسعى اليوم لمصالحة عربية ـ سورية، وفق تعبير الخارجية الأردنية ” بإضافة “يمكن أن تضع حدا للتبعات المدمرة للصراع السوري المستمر منذ أكثر من 10 سنوات”.
وفق الخارجية الأردنية ستتم مناقشة الخطة في اجتماع تستضيفه السعودية في مدينة جدة بحضور وزراء خارجية العراق والأردن ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة إطلاق دور عربي رائد بعد جهود دولية أخفقت على مدى سنوات في إنهاء الصراع الدامي.
ما الذي تقترحه المملكة؟
تقترح تشكيل مجموعة عربية مشتركة “تتعامل مع (النظام السوري) مباشرة بشأن خطة مفصلة لإنهاء الصراع”.
أما عن خارطة الطريق التفصيلية ” فستتناول جميع القضايا الرئيسية… وحل الأزمة حتى تتمكن سوريا من استعادة دورها في المنطقة والانضمام مجددا إلى جامعة الدول العربية”.
عملياً كان الأردن من أوائل الدول العربية التي نشب خلاف بينها وبين الأسد بشأن طريقة التعامل مع الصراع، وقال بعد أن استعاد الأسد السيطرة قبل نحو عامين، إنه يتعين كسر الجمود في الصراع.
الأردنيون يعتقدون باتباع نهج “خطوة بخطوة” في إنهاء الأزمة والسماح في نهاية المطاف لسوريا بالعودة إلى جامعة الدول العربية يمثل أساس خارطة الطريق التي يدفع بها الأردن، مع التذكير بأن الأردن تستضيف 1.3 مليون لاجئ سوري.
الأردنيون لاشك أطلعوا واشنطن ودولا أوروبية رئيسية على الخطة، وقد ركزوا على قضية رئيسية هي عودة ملايين اللاجئين الذين فروا من سوريا، وكثير منهم يخشى الانتقام إذا عاد.
مساع قد تعثر على النجاح، غير أنها على الغالب ستعثر على الفشل، فـ “قد” هنا تبدو بعيدة بل وبعيدة جداً، ذلك أن حل المسألة السورية إضافة لمعالجة مسألة النزوح، وهي مسألة باتت مستعصية لجملة أسباب أبرزها “إلى أين يعودون؟” و “من يضمن للعائدين أن لايتحولوا إلى أسرى سجون؟”، إضافة إلى هذا، فثمة سؤال رئيسي:
ـ ما الذي غاب عن أسباب الأزمة للقول بمعالجة نتائجها؟
ومن ثم هل ينفع كلام من طراز:
ـ نسينا؟
المسألة السورية لم تنشأ من فراغ، فقد اندلعت لأسباب موجبة أوّلها تغوّل الاجهزة القمعية للنظام، ومن ثم استشراء الفساد والتعدي على لقمة الناس، وسيضاف إلى الأسباب السابقة وهي أسباب من منتجات الأزمة، وأوّلها أن تحوّلت سوريا إلى ملعب للإيراني والروسي والأمريكاني، إضافة لأطراف عربية، وبالنتيجة :
ـ ما الذي تبقّى من سوريا للنظام أو تحت إدارة النظام؟
ويقابل السؤال:
ـ ما الذي كان أو تبقّى للمعارضة المرتهنة للخارج من حصة في سوريا حتى تمنحها أو تمنعها عن النظام؟
هي ذي الأسئلة التي ستواجه الدبلوماسية الأردنية وسواها، وليس ثمة من يظن أن ثمة إجابة واحدة عن سؤال واحد.
مع ذلك نصفّق لكل من يعثر على حلول لمسألة باتت جحيم السوريين.