الفوضى طوق نجاة لـ”حزب الله”
مرصد مينا – لبنان
مع تعثر مفاوضات الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي، للحصول على قرض يساعدها على الخروج من الأزمة الاقتصادية، يكشف مصدر لبناني خاص لمرصد مينا، أن المستقبل المنظور لا يحمل أي حل للمعضلة اللبنانية، خاصةً مع تمسك حزب الله بسياساته وارتباطاتها الإقليمية، التي أوقعت لبنان في حالة عزلة وزجته في معارك المعسكرات والتحالفات.
وكانت المفاوضات بين الجانبين قد تعثر قبل أسابيع قليلة، بسبب اشتراط صندوق النقد، إغلاق المعابر الحدودية غير الشرعية بين لبنان وسوريا، والتي تستخدم في عمليات التهريب، وهو ما رفضه الأمين العام لحزب الله، “حسن نصر الله” في أحد خطاباته، مؤكداً أن حزبه يرفض المساس بتلك المعابر.
إلى جانب ذلك، أكد المصدر أن فشل الحكومة في حل المعضلة الاقتصادية والخروج من دائرة سطوة حزب الله على القرار الحكومي، ستنعكس بشكل مباشر على الأوضاع السياسية ويدفع البلاد باتجاه المزيد من التوتر والاحتقان، مشدداً على أن الأوضاع حالياً باتت على شفير الانفجار، لا سيما مع تجدد المظاهرات وتحولها إلى صدامات مباشرة مع أنصار الحزب، الأمر الذي منحها بعداً طائفياً على حد وصف المصدر.
وكان لبنان قد شهد الأسبوع الماضي، مواجهات قوية بين المتظاهرين وبين مجموعة من أنصار الحزب، الذين رفعوا شعارات طائفية وموالية للأمين العام ورئيس حركة أمل، “نبيه بري”، وفقاً لما عرضته مقاطع فيديو بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
في السياق ذاته، حذر المصدر من إمكانية توجه حزب الله إلى تأجيج الأوضاع من خلال تكرار سيناريو الفوضى والاغتيالات في لبنان، كحل للاحتفاظ بقاعدته الشعبية، مضيفاً: “مشكلة الحزب حالياً هي مع الأصوات التي بدأت تخرج من معاقله وقاعدته الشعبية، الرافضة للحالة الاقتصادية والمعيشية، والتفكير حالياً لدى قياداته يدور حول طرق منع تلك الأصوات من الانتشار وتصاعد عمليات الاحتجاج في تلك المعاقل، لذا فإن الأقرب للحزب هو تكرار سيناريو الاغتيالات، الذي بدأه عام 2005، خاصةً وأنه يسعى لإظهار صورة أن الحزب مستهدف بشكل سياسي ووجودي، وأن الأزمة في لبنان مفتعلة للنيل منه”.
وسبق للأكاديمي والخبير الاقتصادي، “جاد شعبان”، أن حذر في وقت سابق من إمكانية اندلاع ثورة الجياع في لبنان، في حين كشفت فيه تقديرات البنك الدولي أن نحو 55 في المئة من الشعب اللبناني يعيش تحت خط الفقر، وأن غالبية العائلات تعيش خبزها كفاف يومها وأن الانحدار إلى هاوية الفقر متواصل.
في حال فشل تطبيق سياسة الاغتيالات داخل لبنان، فإن الخيار الآخر أمام الحزب، يتمثل من وجهة نظر المصدر، بافتعال مشكلة مع إسرائيل،لإعادة تعويم نفسه داخلياً وعربياً، خاصةً وأن ارتباطاته بالنظام الإيراني ومشاركته في الحرب السورية إلى جانب “نظام الأسد”، وتحميله مسؤولية الأزمة في لبنان، هزت صورته وأفقدته الكثير من تعاطف الشارع العربي، لافتاً إلى أن حرب من هذا النوع في منظور قادة الحزب كفيلة بمسح السجل الأسود للحزب خلال العقد الماضي، وتعيد إليه الدعم العربي والداخلي، وتمكنه من إعادة طرح ذريعة المقاومة للاحتفاظ بسلاحه.