الكسندر دوغين يتنبأ بـ “قيام المسيح” و”توقف مساء التاريخ”
نبيل الملحم
إنه “الجنرال وقت”، وحده الخصم الأكثر خشونة بمواجهة بنيامين نتنياهو، فالحرب الطويلة بالنسبة للإسرائيليين تعني “هزيمة”، أقلّه وللحرب تكاليف قد تشتغل بنهب ما احتاطته الدولة، وفي حدّه الأدنى اليوم، يعني :
ـ حشد 300 الف جندي بما ينفقون، وقد بلغت المخصصات الأولية لإطلاق الحرب على غزة 30 مليار دولار، هذا عداك عن انهيار البورصة الإسرائيلية، وتعطيل الحياة والاقتصاد، ولحظة يتصل الامر بالتكاليف، فمال اليهودي يتساوي ودمه، وهنا الزمن يساوي:
ـ دماً ومال.
إنه الوقت، وكان الفيلسوف الروسي الكسندر دوغين قد نشر على صفحات مدوّنته مقالاً بالغ الغرابة، بدا الرجل فيه كما لو أنه يتنبأ بما يتجاوز اللحظة، واعني اللحظة الأرضية وصولاً للغيب الذي يعني القيامة، وكنت قد ترجمته استعانة بالعقل الصناعي، وسط بعض الدهشة التي تمثل خروجاً عن الوقائع الصارمة، تلك التي تخبّئ ماوراء المجهول..
فيما كتب الكسندر دوغين، ثمة ما يمكن توصيفه بـ “التنجيم”.. ثمة تنجيم يستحق القراءة، أقلّه لتجاوز هذا السأم الفظيع وقد بات العالم على مائدة المجهول.
يبدأ دوغين بالقول “دعونا نحاول وصف إحدى سيناريوهات التصاعد الممكنة في الشرق الأوسط “.
ـ حسناً، وما هي السيناريوهات؟
وفق دوغين “تبدأ الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية”.
ـ وبعد ؟ “محمود عباس لا يستطيع السيطرة على الوضع، فسيشن الفلسطينيون في الضفة ثورة عامة تخرج عن سيطرة محمود عباس”.
ـ يستمر الجيش الإسرائيلي في مذبحة المدنيين في قطاع غزة.
ـ تنزايد الاحتجاجات حول العالم ضد النخب الليبرالية الغربية الموالية للولايات المتحدة التي تقف مع إسرائيل.
ـ حزب الله يشارك في الصراع وتقتحم حشود عربية من الأردن الحدود مع إسرائيل.
حزمة من السيناريوهات، من بينها أيضاً:
ـ تشن الولايات المتحدة ضربات وقائية ضد إيران، التي تتورط بشكل متزايد في الصراع.
ـ هناك تعبئة سريعة للعالم الإسلامي بأسره.. الدول الإسلامية الموالية للولايات المتحدة تضطر إلى الانضمام إلى المواجهة إلى جانب الفلسطينيين، ينضم إليهم باكستان وتركيا وإندونيسيا.
ـ واستكمالاً للسيناريو السابق تصبح قصة إرسال طالبان لقوات إلى الشرق الأوسط من خلال أخبار كاذبة حقيقة.
ـ تندلع الحرب العالمية الثالثة باستخدام أسلحة نووية تكتيكية.. تقرر روسيا أخيرًا الانضمام إلى جانب المسلمين، بالرغم من كونها تهاجم بشكل غير مباشر إسرائيل.
ـ ترفع الرايات السوداء في جميع أنحاء العالم، وتتلاشى المشكلات بين السلفيين والتقليديين، بما في ذلك الشيعة، إلى الخلفية.. يبدأ الجهاد العظيم للعالم الإسلامي ضد الغرب وإسرائيل.
وبالنتيجة ففي إطار مواجهتها للميليشيات الفلسطينية المسلحة، وتحت دعوى الدفاع عن نفسها، تشن إسرائيل هجومًا صاروخيًا على المسجد الأقصى .. ينهار المسجد. تفتح الطريق أمام بناء الهيكل الثالث. ولكن… مليار مسلم، منهم 50 مليون (رسميًا) في أوروبا، يشنون انتفاضة في الغرب نفسه. تندلع حرب أهلية في أوروبا. يكون بعض الأوروبيين في صف اللواطيين وسوروس والنخب الأطلنتية، ويجعل البعض تحالفًا مع المسلمين (على غرار آلان سورال) وينضمون إلى الثورة المضادة لليبرالية.
كل ما سبق هو من حزمة تنبؤات الكسندر دوغين ، غير أن الأكثر استهجاناً وغرابة سيأتي في الخلاصات، ومن الخلاصات: “يدرك الدسبنساليون / أي العقائديون / الأمريكيون أن الساعة قد حانت مبشرة بظهور “جوج”، ولا ندري مع دوغين إن كان برفقة “هاجوج” غير أن ما سيحدث هو أن يرزح الغرب “تحت حكم مباشر للمسيح الدجال”.
يموت العديد من قادة العالم، ويظهر قادة جدد بمعتقدات أكثر تطرفًا بكثير.. تهاجم الصين تايوان، مما يلهم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي هدفًا جديدًا. تمتنع الهند عن دعم الولايات المتحدة مباشرة. يتوقف مساء التاريخ عن أن يكون طويلاً. يطالب النسويات ونشطاء حقوق المثليين والبيئيين بإنهاء كل شيء، ولكن لا أحد يستمع إليهم.
ينهي دوغين تنبؤاته بـ “يضطر الغرب إلى محاربة الجميع باسم هدف لم يعد يمكنه التعبير عنه بالكلام – اختفت جميع الأطروحات القديمة عن “حقوق الإنسان” و “المجتمع المدني” والتعويذات الأخرى في واقع الوفاة الشاملة القاسي القادم.. إيلون ماسك يعترف بأنه توقف تمامًا عن فهم ما يحدث”.
ما يعرفه الكسندر دوغين، أن للكوكب سبعة ازمنة، حرب غزة هي الزمن السادس، والقيامة لابد وتقع في الزمن السابع الذي يقف العالم على بوابته.. بوابته التي تعني “قيام المسيح”.
ـ قيام المسيح؟
قد يكون ذلك، أقلّه لنلقي بحمولاتنا على ظهر المسيح.
وبعد.. وفق دوغين:
إسرائيل تبدأ، تحت ضربات من جميع الجهات، في بناء الهيكل الثالث. فقط المسيح المنتظر يمكن أن ينقذ الوضع.