بين القطار “الرجعي” والمكرو “التقدمي”
بعض من المقارنة الـ “ليست ضرورية” مابين سوريا “الرجعية”، وسوريا “التقدمية” وبانيها حافظ الأسد، وسأستعير من الصديق نشوان أتاسي وكتابه “تطور المجتمع السوري” حكاية ليست تفصيلاً بدلالتها، وكان بدوره قد استند في سردها على محمد كرد علي في كتابه خطط الشام، فقد أنيرت دمشق بالكهرباء بشكل كلي وتم تسيير أول رحلة ترام بشكل رسمي في الثاني من نيسان لعام 1907، كأول مدن الشرق الأوسط متقدمة بذلك على العاصمة العثمانية إسطنبول، أما من العزيز “ويكيبيديا” فأستعير منه ما يفيد بأن خط سكة حديد دمشق – المزيريب كانت قد اطلقت عام 1893 ، فيما خط سكة حديد دمشق / بيروت فقد اطلقت عام ١٨٩٥ ، وكي لانطيل فقد اطلق ١٣ خط سكة حديد ربما من أهمها خط سكة حديد حلب – إسطنبول من ميدان إكبس في حلب إلى تركيا وهو مكمل لقطار الشرق السريع من سوريا إلى باقي دول أوروبا.
هذا عن سكك الحديد، ويكفي لمعرفة أحوال سوريا “الرجعية” آنذاك، معرفة حال جامعة دمشق، فحتى عام 1970، كانت جامعة دمشق تحتل المرتبة الثانية عربيًا، بعد جامعة القاهرة، وفي عام 2004 كان ترتيب جامعة دمشق في تصنيف (ويبومتريكس) 48 على مستوى 100 جامعة عربية. أما في عام 2010، فقد خرجت جامعات سوريا كافة من قائمة أول 100 جامعة عربية. وفي تموز عام 2018، وصل ترتيب جامعة دمشق إلى 10902 عالميًا، ولا وجود لها، أو غيرها من الجامعات السورية، في قائمة أول 100 جامعة عربية.
حافظ الأسد باني سوريا الحديثة وصاحب أطول خطابات مملة وكئيبة، أحلّ المكرو محل القطار، اما ولده فقد:
ـ حلّ الكبتاغون محل الجامعة.
الأول باني سوريا الحديثة، والثاني صاحب “التطوير والتحديث”.
لاحظوا أن الامر لا يستدعي البكاء، غير انني وبوصفي “رخو”، أبكي.. البكاء عادة.