fbpx
أخر الأخبار

نتنياهو.. زيارة الحرب

زاوية مينا

وفق موقع “اكسيسوس” الأمريكي فقد “تفاجأ رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، باتصال هاتفي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثناء زيارة الأول إلى العاصمة المجرية، يطلب منه القدوم إلى واشنطن”، وحين تقول تفاجأ فلهذا معنى واحد وهي أن الزيارة “إسعافية” وربما “عاجلة” وفي كل الحالات “زيارة قرارات “عاجلة ومصيرية” و “استثنائية أيضاً”.

وهاهو نتنياهو سيصل واشنطن اليوم (الأثنين) للقاء دونالد ترامب لتكون القرارات التي كلما زاد إخفاؤها زادت خطورتها، أقله إذا ما تعلقت بطهران، وهل ستكون الضربة أم ثمة بوابات جانبية للسياسة تجنّب المنطقة حرباً جديدة.

ما قبل إقلاع طائرته كان على بنيامين نتنياهو الطلب من القضاة الذين يحاكمونه بتهم الفساد، كان عليه إلغاء جلسات استماع مخطط لها، وتوجّه بعد ذلك إلى المطار لتنفيذ الدعوة المستعجلة إلى “البيت الأبيض”.

ترامب / نتنياهو، ربما يعتبران الشريكان الأكثر التصاقاً، فبالإضافة لما تعنيه دولة إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة، فثمة “كيمياء” تجمع الرجلين، وكان التعبير عنها ربما أكثر وضوحاً يوم كان نتنياهو هو أول الزائرين من رؤساء العالم للوصول مهنئاً بفوز نتنياهو بالرئاسة في 4 شباط/فبراير الماضي 2025، وجاءت الزيارة بعد شهرين من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه.

من بعض التعليقات على تلك الزيارة ثمة صحافة تناولتها بالتالي “لم يشكّل الأمر، حينها، عائقا قانونيا في أمريكا كونها من الدول غير الموقعة على الاعتراف بالمحكمة، على عكس المجر، التي لفلفت الإشكالية بالإعلان عن نيّتها الانسحاب من المحكمة”.

ـ فما الذي عسكته الزيارة الأولى؟

عكست الحظوة التي يتمتع بها نتنياهو، وإسرائيل، لدى ترامب، والولايات المتحدة، وسمحت لرئيس وزراء إسرائيل بحلّ مشاكله داخل الحكومة، التي كان ممثلو اليمين الأقصى فيها يهددون بإسقاطها، وفي جعبته خطة لاستئناف الحرب على غزة في نهاية المرحلة الأولى من صفقة وقف إطلاق النار.
واليوم سيبقى السؤال وإن بصيغة أخرى:

ـ ما الذي ستحمله زيارة اليوم؟

سيكون نتنياهو، في زيارة اليوم، الزعيم الأجنبي الأول أيضا الذي يزور «البيت الأبيض» بعد إعلان ترامب لحرب الرسوم الجمركية ضد 180 من دول العالم، وقد تتضمن “الحظوة” الإسرائيلية لتأمين إعفاء من ترامب. غير أن هذه النقطة لا تستدعي الاستعجال، فقد تعثر على حلولها بمكالمة هاتفية
إذن:

ـ ثمة ما هو اكثر خطورة، وما الخطورة؟

بحثت زيارة نتنياهو الأولى لترامب الملف الإيراني، وملف حرب غزة (وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين) وملف الهجمات الإسرائيلية على سوريا (ولبنان) وما تحمله من احتمالات نزاع مع تركيا (التي أجّل رئيسها رجب طيب اردوغان موعدين لزيارة واشنطن).

أمريكا قد بدأت بالتمدد تدريجيا في قصف وتدمير الحوثي في اليمن، وتقوم بحشد أساطيلها وتعزيز قواعدها في الشرق الأوسط والمحيط الهندي، مما يزيد احتمالات وقوع حرب مع إيران.

إذن، يتقاطع انفلات خيوط السيناريوهات الحربية، والاضطرابات الاقتصادية العالمية، على شاشات ترامب، مع التغوّل الإسرائيلي في فلسطين وسوريا ولبنان، ويحمل “استعجال” ترامب لنتنياهو خيارين: الأول، يقوم على محاولة الحد من الخسائر الأمريكية المتوقعة، عبر صيغة يمكن لدول الخليج العربي أن تلعب دورا مهما فيها، وتقوم على تسوية، ولو مؤقتة، توقف الحرب على غزة وتطلق بعض الأسرى الإسرائيليين؛ وعلى ضبط التغوّل الإسرائيلي على سوريا ولبنان… أو ترفع مستوى التغوّل الأمريكي ـ الإسرائيلي مما يسقط كل خيارات التسوية، ويتجه بحرب ضد إيران، ويفاقم الهجمات على سوريا ولبنان، ويصعّد النزاع مع تركيا.

ما بعد الزيارة سيكون القرار:
ـ هل ستكون الضربة الموجعة لطهران، أم ثمة حلول أخرى من بوابات أخرى؟
أيام وتأتي الإجابة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى