ثوب الأسد الممزق و (الرتى) الروسي المتعب
الكلام ليس بالغ الخطورة فحسب، بل يدعو الى الكثير من الوجع، فاللوحة السورية وفق هذا التوصيف باتت فقيرة إلى الدرجة التي لاتعثر فيها على مكان لشخصيات سورية كفؤة تحل محل رجل “بلا أية كفاءة”، ويمكن التعبير عن انعدام كفاءته من خلال تعامله مع وقائع وأحداث بلده، سواء في ادارته لملف الانتفاضات بدءًا من 2011 وصولاً لإدارته للملف الاقتصادي في البلد، وهذه أحداث السويداء تبرهن بما لايقبل الشك على انعدام كفاءته وبؤس هذه الكفاءة، ففي الوقت الذي خرجت فيه السويداء بتظاهرات انتقلت من مطلبية إلى سياسية، رفعت شعار رحيل الأسد، خرجت تسجيلات صوتية على مواقع التواصل الاجتماعية، تحمل التعميمات التي أصدرتها إدارته على جمهور مؤيديه، وهي تسجيلات بائسة أقل ما يقال فيها بالغة السذاجة، حيث تطلب رئيس اتحاد طلبة من قيادات اتحادها الخروج في تظاهرات معاكسة، مستخدمة تعبيرات من نوع “ستخرجون بالصرماية”، ما أدى إلى أن باتت التظاهرات المعاكسة للتظاهرات المعارضة، في صالح الجمهور المعارض، بل أشدّ وقعًا من تظاهرات الجمهور المعارض، وهو الأمر الذي استدعى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الى تحويل متظاهري التأييد، إلى نكتة ومادة للسخرية، تشحن مخيلات السخرية بما لايمكن لمخيلة أن تصله لو لم يقدم “فقهاء النظام”، تعليماتهم لجمهورهم، وهي تعليمات مسجلة.
أمر كهذا استعدى العودة إلى قراءة طبيعة الفريق المحيط ببشار الأسد ونعني محيط استشارييه، ومن بين هؤلاء الاستشاريين بثينة شعبان، وهي الاستشارية التي رافقت االرئيس الأب، والتي سجلت سلسلة من الفضائح، تحولت من فضيحة الى نكتة ومن بين تلك الفضائح / النكات، تأكيدها على حيوية الاقتصاد السورية وانتعاشه عبر مقابلة تلفزيونية قالت فيها أن الاقتصاد السوري اليوم يساوي خمسين ضعفًا مما كان عليه عام 2011 وكذلك تلك النكات البذيئة التي أطلقها أمين سر مجلس الشعب خالد عبود، عبر رسالته الى الرئيس فلاديمير بوتين والتي حملت مجموعة من الـ (لو)، والتي وبلا أدنى شك أزعجت القيادة الروسية، واضافت لقناعة القيادة الروسية قناعة بؤس بشار الأسد ومستشاريه، ما يعني أن الرجل “العاجز”، يضاعف عجزه بإضافة عاجزين الى طواقمه، ودون ريب فالروس يزدادون يأسًا ويومأ بعد يوم من إمكانية (الرتى)، على إصلاح ما ممزقه الدهر.
الروس باتوا أكثر إحراجًا اليوم، فهم يواجهون في سوريا خصمين:
ـ الخصم الاول هو إيران التي تتمدد في مجموعة من المناطق السورية، والصراع المؤجل بينهما لابد وينفجر في لحظة ما ولن يكون سوى انفجارًا عسكريًا.
ـ والخصم الثاني غباء حليفهم وصلافته، وعجزه عن إدارة ما يتصل به في المسألة السورية، وفوق هذا وذاك عجزه عن اختيار فريق استشاري يعلّمه كيف لايزيد الثوب الذي يرتديه مزقًا، فالرتى الروسي بات متعبًا.. يائسًا، وبتعبير أدق:
ـ بات يعاني من صداع بشار الأسد.
الممكن من كل قائمة المستحيلات تلك، أن يبدأ الروس بإعداد بدائلهم.
بدائل لن تكون بمعزل عن الموافقة الأمريكية، فماذا عن الإدارة الأمريكية؟
ـ ذلك هو السؤال، ومازلنا نسمع جيفري فيلتمان يردد:
ـ نحن مع إصلاح النظام.
أي (رتى) سيصلح ثوب النظام الممزق.