fbpx

خبر وتحليل – رسائل أمريكية إلى إيران

غرفة التحليل في مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي “مينا”

لم يكن مفاجئاً إعلان الرئيس الامريكي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة العمل بالعقوبات الامريكية ضدها، من خلال كلمة متلفزة قال فيها: أعلن اليوم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران لكونه اتفاقا كارثيا. على حد وصفه.
الأمر المهم في ذلك أن ترامب أكد في كلمته على إعادة العمل بالعقوبات الامريكية المرتبطة بالبرنامج النووي الايراني، قائلًا كل بلد يساعد ايران في سعيها النووي يمكن أن تفرض عليه الولايات المتحدة عقوبات شديدة، بينما أكد مستشار الأمن القومي جون بولتن أن عودة العقوبات الامريكية المرتبطة بالبرنامج النووي الايراني ستنفذ على العقود الجديدة كما أكد أن أمام الشركات الاجنبية بضعة اشهر للخروج من ايران.
وأوضحت وزارة الخزانة الأمريكية بأن العقوبات المتصلة بالعقود القديمة الموقعة في إيران ستكون نافذة خلال فترة انتقالية ما بين 90 – 120 يوم.
الأهم في كلمة ترامب ان إيران تستحق حكومة افضل، الجملة الأخيرة تجعلنا نقرأ في هذا الخبر ثلاث رسائل مهمة من الادارة الأمريكية لحكومة الملالي في إيران وللمعارضة والشعب الايراني وكذلك لأذرع إيران العسكرية في الخارج.
الاولى: أن الحكومة الايرانية التي تدار بواسطة ملالي إيران باتت حكومة مارقة ومصدر قلق للمجتمع الدولي ويجري العمل أمريكيا على تغييرها وهذا ما بينه عديد الخبراء أن سياسة ترامب ستعطي ذلك الامر أولوية خاصة دون إسقاط الدولة الايرانية.
الثانية: أكد خبير أمريكي رفض الكشف عن اسمه ان رسالة من الادارة الامريكية إلى حزب الدعوة العراقي وحزب البعث السوري قال فيها إذا أرادا أن يكون لهم دور في الحياة السياسية يجب قطع علاقتهم بايران واستثنى بذلك مسألة الاسد، بمعنى ألا يكون للأسد دور في المستقبل.
الثالثة: إعطاء الضوء الاخضر بقطع الاذرع الايرانية الممتدة خارج الجغرافية الإيرانية وخصوصاً في سوريا، وما يؤكد على ذلك تتالي الضربات الجوية الموجعة على مواقع عسكرية استراتيجية ايرانية بشكل مكثف حتى الليلة الماضية.
هذه الرسالة الاخيرة ذات حدين الأول ان البقاء الايراني في سوريا عسكرياً لم يعد مسموحاً به خصوصاً بعد انتهاء الوجود الداعشي في سوريا والعراق تقريباً، والثاني غير مسموح لإيران اطلاقاً أن تقترب عسكريا من الحدود مع الابن المدلل أمريكيا، اسرائيل.
وزاد التصعيد الأمريكي بما أدلت به سارة ساندرز بأن الادارة الامريكية ستعلن الاسبوع المقبل عقوبات جديدة على إيران، وترافق ذلك مع تصريح الجبير بأن النشاط الإيراني النووي سيدفعنا للحصول على قنبلة نووية.
نستطيع القول أن الادارة الامريكية انتقلت من الخصام الناعم مع ايران إلى مرحلة الخصومة الخشنة بدليل الضربات على قواعدها العسكرية في سوريا، وهذا التصعيد هو قرار اتخذته مراكز القرار الامريكي وليس حالة ارتجالية لترامب وإنما سياسة أمريكية ستعمل عليها بقوة خلال هذه الادارة.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى