ذاك كان حال صدام حسين، فإلى ما، آل الحال؟
حتماً لم يتخوّف السوريون من نتائج الزلزال كما تخوّفوا من إعادة تعويم بشار الأسد، تعويمه يعني بالنسبة للسوريين كل احتمالات الخراب في مقبل الأيام كما كان في ماضيها، والأهم أنه ما من سوري إلاّ واستشعر ذلك الاستثمار المبتذل للزلزال من قبل النظام بإعلامه ومحازبيه، وسيكون المشهد الفاجعة في تلك الأهازيج التي سمعوها عبر أعضاء من مجلس الشعب السوري، لايمثلون شعباً بقدر ما يمثلون زمن “العار” السوري، وقد استضاف مجالس شعب عربية، هم كذلك منحدرون من العار وإن اختلفت مستوياته ومناسيبه.
مخاوف السوريين في إعادة تأهيل النظام من الناحية العملية هي مخاوف لاسبب لها، فتأهيل النظام عملية مستحيلة، وإذا ما التفتنا إلى الوراء فقد سبق هذا الأمر، ما يماثله مع صدام حسين..
ـ ألم يعيدوه للجامعة العربية؟
ألم يلبسوا البشت لعلي عزت الدوري في أول إجتماع للجامعه العربيه بعد المصالحه مع صدام؟
حصل هذا ولكن ويوم وقعت الواقعة وحلّ الجد محلّ الأهازيج المجانية ذهب الجميع إلى التحالف مع الأمريكان وفتحوا أجوائهم وقدموا الدعم اللوجستي للقوات الأمريكانية وكانت النتيجة :
ـ إسقاط صدام حسين وإعمال الأنشوطة على رقبته.
الجميع ذهبوا إليه على الأرض ، والجميع تحالفوا مع الأمريكان في الجو .
وهذا ما سيحصل مع بشار الأسد واليوم سيكون التحدي الأكبر، هو فتح العلاقات جدياً مع بشار الأسد.
لن يكون هذا، ولن يحدث هذا، أما عن الاستثمار في الزلزال، فمن النادر أن يضع نظام نفسه في هذا المستوى من الفضيحة:
ـ فضيحة ابتدأت بضحكات بشار الأسد من فوق جثث الناس، ولم تنته مع السرقات الموصوفة التي قام بها وعائلته وعلى رؤوس الأشهاد.
من حق السوريين التخوف من تعويمه، ومن حق التاريخ أن يعطي درسه:
ـ ذاك كان حال صدام حسين، فإلى ما، آل الحال؟