ردود فيسبوكية سورية

غسان المفلح

رفع العقوبات من قبل الرئيس ترامب خلقت جوا دوليا قابلا للسلطة وداعما لها. سواء رفعت كلها فورا أو استمر بعضها لفترة، حيث الرئيس يستطيع الغاء الكثير من العقوبات مباشرة، وما تبقى مع الكونغرس، لا اريد الخوض في ذلك.

بالنسبة لي هذا الملف أغلق خارجيا. داخليا هو استحقاق على السلطة مواجهته بأسلوب مختلف نسبيا عما قامت به في الأشهر الأخيرة.

– الرئيس الشرع لم يعد منذ سنوات سلفيا جهاديا لا أمميا ولا سوريا. لكن بالمقابل هنالك حوله سلفية جهادية يجب ابعادها عن المشهد السوري برمته، وعدم التدخل والاعتداء على الحريات الفردية للبشر.

ليتحولوا إلى حزب سياسي سلمي يؤمن بالتعددية والديمقراطية، في حال أرادوا. الخوف انهم ربما في لحظة ما لإثبات وجودهم ارتكاب حماقات وربما جرائم. حتى يستطيع الشرع أن يقوم بذلك دون مخاطر يحتاج لغطاء وطني عام في مهام محددة منها هذه المهمة.

وهذا أمر لصالح الدولة الوليدة. هذا الغطاء الوطني لنكن صريحين غير موجود حتى الآن لا من قبل فصائل الهجري ولا من قبل الغالبية من نخب الطائفة العلوية. لايزال فضائهم يروج أنه إرهابي ومعه سلطة مجاميع إرهابية!! كما صرح بذلك الشيخ حكمت الهجري.

هو يستند الآن على أكثرية المكونات السنية والمسيحية والإسماعيلية. باعتقادي كافية لخوض هذه المعركة مع هذه التيارات السلفية، فيما لو بقيت الأطراف الأخرى على الحياد!! ولا تحاول الاستفادة من هذه الورقة في حال حدوث أي انفلات بالوضع لا سمح الله. أو الخيار الآخر أن تساهم تركيا مع الدولة السورية بقطع أي دعم لوجستي للفصائل التي تدعم هذا التيار. هذا رأي اولي في هذا الملف.

– من جهة أخرى الإصرار على أن الشرع سلطة إرهابية أو مجاميع تكفيرية، يفقد معارضته أية مصداقية، لأن الدول الفاعلة تعرف منه هو. بغض النظر يمكن هذه الدول أن تقلب الطاولة، لكن ليس بسبب أنها تصدق هذا التوصيف للسلطة.

– دعوني اعطي رأيي بموضوع التشاركية في الحكم أيضا بصراحة:

غالبية الوزراء الذين تم تعيينهم من خارج كتلة هيئة تحرير الشام خلفهم قوى داخلية سورية. سأعطى مثالا:

وزير الزراعة أمجد بدر، الطرف الوحيد الذي تعامل معه بوصفه غير شرعي هي مجموعة الشيخ حكمت الهجري. لكن باقي الأطراف في السويداء رحبت به واستقبلته عند تعيينه. مما يوضح أن السلطة لو عينت شخصا يرشحه الشيخ الهجري، هل كان سيطالب بالمشاركة؟

– بات التفارق واضحا بين كتلة السلطة العليا، وبين بعض مؤيدها وهم خطر على البلد حقيقة، لأن لو السلطة تبنت خطابهم، لن يتم رفع العقوبات عن البلد.

منذ رفع العقوبات وفي نفس اللحظة بدأت اشهد خطابا سلفيا ضد الأمير محمد بن سلمان. هذا الخطاب سببه الانفتاح على مفهوم الحريات الفردية، الذي قام به الأمير الشاب داخل المجتمع السعودي ولا يريدوا أن يصل لسورية. والاهم انهائه لجماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وهذا عنوان رئيسي واساسي في تفكيرهم. لكنهم يقاربوا الموضوع وفق منطق أنه خلاف داخلي مع السلطة حتى اللحظة، بعضهم يكون حذراً في اختيار مفرداته. شخصياً اتعرض لهجوم واضح من هؤلاء، منهم من لا يدرك وضع البلد ووضع السلطة نفسها وخياراتها الدولية والإقليمية والداخلية.

السلطة ليست بصدد فتح معركة معهم أيضا. في بعض المناطق يستفيدوا من حضور ذقونهم، من أجل تجييش تحتي لصالح خطابهم.

من جهة أخرى هنالك مجاميع حول السلطة، وجدت في السياسة الخطأ لطرف سياسي وفصائلي في السويداء مثلا فرصتها لتشحن الشارع من باب أنها تدافع عن السلطة! بعضها لا يدافع عن السلطة بل يدافع عن خياره الخاص وهو خيار في مضمونه جهادي سلفي عدمي سواء بوعي بعضهم أم بدونه، هذا الشحن يأخذ وجها طائفيا وليس سوريا.

هذا لا يعني أن الخيار السياسي المقابل لم يبنى على عصبية طائفية للأسف، لكن المفارقة ان هذا الاتجاه يتبادل المنافع مع فصائل الخيار العسكري داخل السويداء. يتجسد على الأرض بالمناوشات بين الفينة والفينة بين الطرفين في درعا والسويداء.

السؤال المستغرب: أين وجهاء المجتمع الأهلي في سهل وجبل حوران؟ وأين دورهم في لملمة ما تقوم به هذه المزعرة من الطرفين؟ كما هي العادة عندما تحدث أية مشكلة. على ما يبدو سلاح الطرفين صاحي لإبعاد الوجهاء عن اللوحة.

يجب أن تتدخل السلطة في هذا الملف ولا تتركه حقلا للتجييش والتجييش المضاد. وإذا لم تعالجه سريعا سوف ينقلب عليها أولا. ولتبدأ بحل ملف الطلاب في السويداء.

الخطورة أيضا أن السلطة لا تزال في بعض الملفات تفكر بطريقة فصائلية.



اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى