أخر الأخبار

سقوط الأبد وتركة الأسد… بعض توضيحات

غسان المفلح

عندما نكتب في غالب الأحيان نحاول أن نكون حياديين قدر الإمكان. حياديون في تناول أي واقعة في سورية بشكل خاص. الحيادية تعني قبل أن تكون عادلا تجاه الآخرين، عليك ان تكون عادلا تجاه رأيك ومعتقدك وحزبك أو تجاه انتمائك الأيديولوجي والسياسي. هذا لكي تكون احكامك على الظواهر أكثر عدلا وانصافا.

السلطة الحالية جسمها لبيس ليس بسبب مشروع ديكتاتور للشرع، بل بسبب بعض مجاميع الذقون السياسية التي تحيط بالسلطة او داخلها. فأي ترند صادق أو كاذب يتحدث عن انتهاك هنا واعتداء على الحريات الفردية هناك يصدق بشكل عام، لأن هذه الذقون السياسية لا تستهدي بالرحمن ولا تريد، إنما تستهدي بمصالحها السياسية التي تقف خلف كل قرار يعتدي على الحريات الفردية أو العامة. لدرجة أنهم يستعجلوا في مواقفهم وقراراتهم، دون حسابات سياسية على مستوى الوضع الانتقالي والحساس للبلد.

مثال قرار وزير السياحة بقضية البوركيني. كما باتت تعرف كترند الآن. حتى على محطة السي إن إن. هذا القرار فيه انتهاكين بحق السوريين. الأول الشواطئ السورية ليست ملكا لأي مشروع خاص. في كل دول العالم التي تحترم مواطنيها تقريبا الشواطئ عامة حتى في البلدان الأكثر سياحية.

الاعتداء الثاني التدخل بلباس البحر للنساء والرجال. افترضت نفسي أنني لو كنت مكان هذا الوزير ولدي مشروع ذقن سياسي، لكنت اجلت القرار ريثما يستقر وضع البلد تماما.

لكن بعض هذه الذقون غير مصدق أنه صار يستطيع أن يفرض على المرأة ما يشاء وأن يعتدي على حقوقها الإنسانية. هذا جوهر مركزي ورئيسي واساسي في الفكر الإسلاموي السياسي. عندما يجد أن المرأة لا تخضع لأحكامه يطير صوابه. مهما كان درجة علم ومكانة هذه المرأة لا يهم بالنسبة له هي في النهاية امرأة ويجب أن يلبسها على كيفه!! هؤلاء لا يناقشوا في هذا الأمر من منطق ديني إسلامي. بل يناقشوا فقط من منطق سياسي دون خوف من رفعهم ليافطة الإسلام في وجهك كي يخرسوك.

هذه معركة يجب ان نخوضها حتى ابعد مدى. لا علاقة لكم بالحريات الفردية المنصوص عليها بكل المواثيق الحقوقية.

بعد صدور تصريحات أمريكية متعددة حول دعم حكومة الشرع وحمايته. إضافة إلى المؤتمر الصحفي للمستشار حسن صوفان المسؤول عن لجنة السلم الأهلي، حول تعاون المجرم فادي صقر في اثناء عملية ردع العدوان والعفو عنه. بدأت بعض أصوات المعارضة تتحدث عن قضية الاستلام والتسليم التي تمت وأدت إلى سقوط الأسد.

على فرض هذا صحيح أين المشكلة؟ أولا.. ثانيا من هي الأطراف التي تمتلك القوة العسكرية المنظمة غير قسد وهيئة تحرير الشام في سورية عدا جيش الأسد وملحقاته الداخلية والخارجية؟ من هي القوة المرشحة لتولي الامن والمرحلة الانتقالية غير هاتين القوتين بعد سقوط الواطي؟

هنا لابد لنا من القول: في سورية منذ عام 2011 تاريخ انطلاق الثورة السورية بدأت تتقدم معادلة مفادها سورية باتت داخل- خارج. وبقيت هذه الأمور تتطور حتى وصلنا إلى لحظة السقوط وكانت القوة الجاهزة هي هيئة تحرير الشام. هنا تحضرني طرفة: قسد جناح امريكي وهيئة تحرير الشام جناح امريكي آخر. فضاء الطرفان يهاجم بعضه!!!

هنا بالنسبة لي منذ رفع الغطاء الدولي عن الأسد، سورية لم يعد فيها داخل خارج بالمعنى السيادي للعبارة نسبيا. وستبقى الأمور على هذه الحال حتى إنتاج دولة جديدة. طرفة أخرى عن تسليم واستلام حسنا، كانوا يطالبوا بتطبيق القرار الدولي 2254! فحوها بقاء جيش الأسد مناصفة مع جيش المعارضة.

في حال تم تطبيقه ألا يعتبر تسليم واستلام؟ لله في خلقه شؤون.
سورية ستنجو.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى