fbpx

قطر.. تكنولوجيا التحريض والقتل

حتمًا هنالك ما يسمى الكذب الفاقع، غير أنه (الكذب)، وحين يتحوّل إلى سياسة دولة، فإنه سيتجاوز حدود المزاح إلى القتل/ الإرهاب/ بيع البلاد، وصولاً إلى الكوارث الكبرى.

في عصرنا الحديث، قد تكون المنصة الأكثر دراية واحترافًا للكذب، هي المنصة القطرية، ليس عبر محطة الجزيرة فحسب، وإنما عبر مئات العاملين في ذبابها الالكتروني، وآخر كذباتها الفاقعة، تلك التي تتصل بزيارة وفد إعلامي سعودي إلى القدس.

كل المعلومات التي تقول بأن الشاب الذي يرتدي العباءة السعودية وهو يتجول في القدس وسط اهانات العابرين، تبين أنها كاذبة تمامًا، فالشاب إياه ليس سعوديًا، وليس له جذور سعودية، وإنما هو مجرد ممثل كومبارس رسم له الدور بنتائجه، هذا بالاضافة إلى حشر أسماء صحفيين سعوديين لم يزوروا إسرائيل ومن بينهم الصحفي طارق المحيسي الذي تداولوا اسمه باعتباره واحداً من زوارها.

القصة برمتها، اعتمدت تضخيم الحدث، فالزيارة قد قام بها صحفيون فعلاً، ولكن إلى (القدس)، يعني إلى المكان المقدّس الذي يتشارك في تقديسه أصحاب الديانات الثلاث، وهي زيارة لاتقدم ولا تؤخر في صراع ممتد عبر عشرات السنين ولابد سينتهي بواحد من احتمالين:
ـ إما إبادة أحد أطراف الصراع، وهذا غير ممكن وفق كل الحسابات، والداعون له، ليسوأ اكثر من مستثمرين لدماء الناس وتفتيت البلدان وديمومة صراع أتى على الأخضر واليابس في منطقة من حقها أن تعيش.
ـ وإما السلام، وللسلام دعاته من الناس، وخارج منظومات الحكومات العربية، ومن حق الناس أن يكون لهم صوتهم إزاء هذا السلام.

حسنًا، فلنفترض أن السلام خيانه، والتطبيع خيانة، وهذه لغة محطة الجزيرة، وذباب قطر الالكتروني.
إذا كان هذا الافتراض صحيحًا فما القول في استثمارات حمد آل ثاني في تل أبيب؟ وما القول في أنه زارها عشرات المرات ومن بينها زيارات للاستشفاء والطبابة؟ وما القول في محطة الجزيرة والتي ومنذ انطلاقتها لم يغادر شاشتها شخصيات إسرائيلية ومن بينهم شخصيات عسكرية بمرتبة جنرالات؟

إذا كان التطبيع عيبًا وخيانة، فمن أول من طبّع من بين منظومة دول الخليج مع إسرائيل؟
أليست قطر؟
هو الأمر كذلك، ومع ذلك، هاهي الامارة تشن حملة بالغة التنظيم، بالغة الكذب، وبالغة التهويش بمواجهة دول الخليج الأخرى اعتمادًا على التهويش والكذب والافتراء، بما يجعلها أشبه بتلك العاهرة التي تقيم ببيت دعارة ثم تنال من أعراض الغير لمجرد أنهن بلا حجاب؟

إعلام قطر تجاوز الكذب، وسفك الدماء، أو أقله التسبب في سفك الدماء.
حدث ذلك في العراق.. حدث ذلك في سوريا.. حدث ذلك في ليبيا ومازال.
ثمة ما لايجوز تجاهله:
ـ هو الكذب المتقن.. تكنولوجيا فائقة الجودة.
غير أنها تكنولوجيا القتل.
هو الأمر كذلك.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى