تراجع حاد للدولار وسط توقعات بتصاعد الحرب التجارية بين أميركا والصين

مرصد مينا
تراجع الدولار الأميركي أمام معظم العملات العالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، بعد إعلان مفاجئ من الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتعليق الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوماً، وهي خطوة أربكت الأسواق المالية ودفع المتعاملين إلى إعادة ترتيب مراكزهم الاستثمارية.
ورغم تعليق الرسوم مؤقتاً، أبقى ترمب على تعريفة أساسية بنسبة 10% على معظم الدول، بينما رفع الرسوم على الواردات الصينية إلى 125%، في خطوة فورية جاءت بعد رد بكين بفرض ضريبة بنسبة 84% على السلع الأميركية.
القرار أحدث تقلبات حادة في الأسواق، من السندات إلى السلع، ولم تكن العملات بمنأى عن التأثر، إذ تراجع الدولار بنسبة 0.66% أمام الين الياباني ليصل إلى 146.7، و0.5% أمام الفرنك السويسري مسجلاً 0.8539، فيما ارتفع الدولار الأسترالي والكرونة السويدية بدعم من تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
ومنذ بداية أبريل الجاري، فقد الدولار أكثر من 2% من قيمته أمام الين الياباني، و3.5% أمام الفرنك السويسري، وسط ضغوط ناجمة عن تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية، ما أعاد الارتباط التقليدي بين العملة والعوائد إلى الواجهة.
في هذا السياق، أشار كريس تيرنر، رئيس قسم الأبحاث في بنك “آي إن جي”، إلى أن تداول الدولار عند مستويات منخفضة مثل 146 أمام الين، رغم ارتفاع عوائد السندات إلى نحو 4.3%، يعكس تصاعد علاوة المخاطر المرتبطة بعدم استقرار السياسة التجارية الأميركية.
في المقابل، ارتفع اليورو إلى 1.1024 دولار بنسبة 0.7%، وصعد الجنيه الإسترليني إلى 1.2875 دولار بنسبة 0.35%.
أما اليوان الصيني فقد انخفض إلى أضعف مستوى له منذ ديسمبر 2007 عند 7.3518، قبل أن يتعافى قليلاً إلى 7.344، وسط إشارات من بنك الصين المركزي بالسماح بتراجع تدريجي للعملة.
ويترقب المستثمرون ما إذا كانت بكين ستستخدم سعر صرف اليوان كورقة ضغط في حربها التجارية مع واشنطن، في وقت لا تزال فيه الأسواق تترنح تحت تأثير القرارات المفاجئة من الجانبين.