fbpx

ثوار هنا.. سماسرة هناك!

سجون الأسد، هي العلامة التجارية الأبرز في حكم العائلة منذ الأب حافظ، وصولاً لوريثه، وهذه حقيقة، وهي الحقيقة التي أطلقت الشارع السوري ليهتف: “ارحل”، ومع هتافاته استخدم الأسد الابن كل أدوات العنف، فكانت مجازر، قلّما شهدها بلد في زمننا. اللافت، أن جزءاً كبيراً من ضحايا الأسد، ومن المحتجين والثائرين على نظامه ومنظومته، التحقوا بـ “التركي”، وهتفوا مناصرين للرئيس التركي أردوغان، وهللوا للنظام التركي إلى الدرجة التي طالبوا فيها بضم مناطق سورية إلى الدولة التركية، وليس أوضح من بيانات جماعة الإخوان في هذا المطلب، دون استحضار حقيقة النظام التركي، النظام الأقرب إلى نظام الأسد، ومثيله في هدر الحريات، وانتهاك حقوق الإنسان، تلك الانتهاكات التي سمحت لسجناء رأي بالتوسل لجلاديهم: أعدمونا قالوا ذلك، فيما شهدت بلادهم حملات اعتقالات طالت عشرات الآلاف من الأساتذة والمحامين والطلاب والقضاة وغيرهم وسط حملة قمع من جانب حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، والتي تظهّرت أعقاب مسرحية الانقلاب الفاشل في العام 2016 ليبلغ عدد السجون التركية ومرافق الاحتجاز في البلاد مايزيد عن  384 سجناً مكتظة بالفعل، حيث تقول منظمات حقوقية دولية أن عدد المساجين فيها قد بلغ 974،224 سجيناً وهو ما أكتدته وزارة العدل التركية، حيث يقبع في السجون التركية ما يزيد عن سبعة أضعاف طاقة السجون على الاحتمال، ما دعى الحكومة التركية للإعلان عن عزمها على البدء بإعمار 228 سجناً آخر على مدى السنوات الخمس المقبلة، استرسالاً في سياسة الاعتقالات، وهي اعتقالات طالت حتى سيّدات عجائز تقول إحداهن وهي تبلغ 78 عاماً أنها اعتقلت بتهمة الارهاب، دون أن تنسى تذكير محاورها بأنها تعاني السلس البولي والفقدان الجزئي للذاكرة، فيما يؤكد العديد من التقارير الحقوقية الدولية، أن تعرية المساجين والانتهاكات الجنسية كانت ولم تزل، طرائق معمول بها في السجون التركية، هذا عداك عن قتلى السجون، الذين غالباً ما تأتي التقارير التركية حولهم مصحوبة بكلمة: انتحار حسناً، إذا كنت قد اتخذت درب الثورة على طاغية دمشق، ما الذي يغريك بالالتحاق بطاغية استنبول. هو ذا السؤال، وهو سؤال لابد وأنه أبعد من حدود اللحظة، فالعدالة لاتتجزأ، وهاجس الحريّة ليس قابلً للصرف في مكان وادخاره في مكان آخر، وهذا يحيلنا إلى سؤال: على من ترت، ولحساب من؟ حين تتحول الثورات إلى بزنس مصالح وارتباطات، لابد وأن يكون لها اسم آخر.. اسم أكثر ملاءمة لواقع هكذا (ثوار). ثوار على بشار، وأزلام لأردوغان.. سنقولها: بئس هكذا ثوار. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى