احتراما للضحايا.. مسيحيو العراق يلغون أعياد الميلاد

فقد قرر البطريرك الكاردينال “لويس روفائيل ساكو”، الثلاثاء، إلغاء مظاهر الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية، احتراما لدماء الشهداء والجرحى من المتظاهرين والقوات الأمنية.
وقال البطريرك العراقي في بيان صحفي: “لن تكون هناك أشجار ميلاد مزينة في الكنائس والساحات، ولا حفلات وسهرات بهذه المناسبة، ولا استقبال رسمي للتهاني في مقر البطريركية، إنما نكتفي بالصلاة ترحما على أرواح الضحايا، والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى، وعودة الحياة الطبيعية إلى البلاد ونهوضها بوطن راق، جامع لكل طوائفه وشرائحه، انطلاقا من قيم الاحترام والمساواة والمواطنة والحق في الحياة الكريمة”.
ودعا الكاردينال “ساكو” بالمقابل إلى التبرع لدور الأيتام والمستشفيات لغرض شراء المستلزمات الطبية للجرحى.
ويتضامن العراقيون جميعاً اليوم في مطالبهم بحياة كريمة، مع احترام كل من ضحى وبذل من أجل عراق حر كريم.
المسيحية في العراق؛ هي ثاني أكبر الديانات، من حيث عدد الأتباع بعد الإسلام، وهي ديانة مُعترَف بها حسب الدستور العراقي؛ حيث أنه يعترف بأربعة عشر طائفة مسيحية في العراق مسموح التعبد بها.
ويتوزع أبناؤها على عدة طوائف ويتحدث نسبة منهم اللغة العربية لغةً أمًّا في حين أن نسبةً منهم تتحدث اللغة السريانية بلهجاتها العديدة واللغة الأرمنية، ويُعتبر مسيحيو العراق من أقدم المجتمعات المسيحية المستمرة في العالم، والغالبية العظمى منهم هم من الآشوريين الأصليين الناطقين باللغات الآرامية الشرقية، هناك أيضاً مجموعة صغيرة من الأرمن والتركمان والأكراد والعرب المسيحيين.
ويعيش المسيحيون في المقام الأول في بغداد والبصرة وأربيل ودهوك وزاخو وكركوك وفي البلدات والمناطق الآشورية مثل سهل نينوى في الشمال، وكانت قد كشفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، أنها تحققت من وجود عدد من المسعفين وطلاب الجامعات، وأيضاً الموظفين داخل السجون العراقية، على خلفية الأحداث والاحتجاحات التي تشهدها البلاد.
وواجهت قوات الأمن العراقية، الاحتجاجات الشعبية الكبيرة التي تشهدها البلاد، منذ الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي باعتقال الآلاف من المحتجين في العاصمة بغداد، والمحافظات الجنوبية بعدة تهم، منها التحريض على التظاهر، لكن القضاء العراقي يقوم بين فترة وأخرى بإطلاق سراح بعضهم.
من جانبه، قرر البرلمان العراقي، اليوم الثلاثاء، تأجيل جلسته التي كانت من المفترض أن تعقد أعمالها اليوم، حتى إشعار آخر، رئاسة البرلمان العراقي، أعادت السبب وراء تأجيل الجلسة المخصصة لمناقشة قانون الانتخابات والمفوضية المستقلة، هو أن هذه القانونين ذات أهمية كبيرة، لذلك فإن اللجان المختصة تحتاج المزيد من الوقت والتشاور.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي