ممر داوود.. الطريق إلى مملكة إسرائيل

زاوية مينا
كيف ستتشكل المنطقة؟ هو السؤال الذي ربما لايجيب عنه سوى اثنان:
ـ الله وبنيامين نتنياهو.
يحدث ذلك بعد أن آلت جميع مفاعيل القوّة إلى يد الكابينيت الإسرائيلي، أقلّه ما بعد:
ـ الهزيمة المجلجلة لحزب الله.
خروج إيران من المنطقة، وإن تبقّى لها بعض الأيتام والبقايا.
ـ طوفان الأقصى بما آلت إليه غزة والحال الفلسطيني.
وهكذا يطل علينا مشروع جديد يحمل عنوان “ممر داوود”، ببعديه الجغرافي واللاهوتي، فالمشروع برمته لابد ويكون تلبية لانشغالات أهل الرأي في الشارع الإسرائيلي بهاجس لعنة العقد الثامن، والذي يعني فرضيّة زوال “إسرائيل” وفق المنظور التوراتي والتاريخي، باعتبار سقوط كلّ الدول اليهودية السابقة مع قرب بلوغها الثمانين سنة، وهي في الأساس نبوءة في العهد القديم.
اليوم يدخل شرق المتوسط في حقبة ممرّ داوود، وقد كثر الحديث حوله خاصة بعد أن ظهر رئيس الحكومة الإسرائيلي على منبر الأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين، مسلّحاً بالخرائط التي تشير إلى الشرق الأوسط الجديد، وطريق “إسرائيل” البري العابر للحدود.
ـ ما المشروع؟ ماخلفيته الاديولوجية وماهو في اللاهوت؟
نتنياهو نفسه الذي يلمّح لممرّ داوود الإسرائيلي في عمق الإقليم العربي المجاور، هو نفسه نتنياهو الذي صرّح قبل سبع سنوات؛ أنّ بقاءه رئيساً للحكومة هو الضمان الوحيد لاستمرارية “إسرائيل” بعد عقدها الثامن وما يزيد على قرن، على خلاف الحال مع ممالك “إسرائيل” التاريخية السابقة، فما الذي تغيّر في السياسة الإسرائيلية؟ وكيف أنتج العقل الإسرائيلي الديني والسياسي هكذا نمط تفكير نحو هكذا طموح؟
كان نتنياهو قد افتتح الإشارة للعنة العقد الثامن وأنّه المؤهّل دون غيره لتجاوز هواجسها وواقعها، ثم جاءت كلمة نفتالي بينيت رئيس وزراء “إسرائيل” السابق، في حملته الانتخابية لعام 2020، والتي ردّد فيها المشاعر نفسها وحثّ الناخبين اليهود على الوقوف خلف الائتلاف الذي يقوده، من أجل التغلّب على لعنة العقد الثامن، وفي عام 2022، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أيهود باراك عن المخاوف نفسها من قرب زوال “إسرائيل” قبل حلول الذكرى الـ80 لقيامها، لأنه على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمّر لليهود “دولة” أكثر من 80 سنة إلا في فترتين:
ـ فترة الملك داوود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفكّكها في العقد الثامن، بحسب ما أوضح باراك أكثر من مرّة.
كثر الحديث عن ممرّ داوود بعد سقوط النظام السوري، والاجتياح الإسرائيلي الواسع للأراضي السورية من جبل الشيخ حتى ضفاف أرياف دمشق والخط الواصل مع بيروت والسويداء، وقد اختار الإسرائيلي لهذا الاجتياح المدعوم بقوة النار الإسرائيلية الجوية مسمّى توراتي (سهم الباشان).
يقال في التوراة إن ملك باشان كان اسمه “عوج”، وأصله من الرفائيين العماليق الكنعانيين، وهم شعوب سامية قديمة استوطنت في المنطقة منذ القرن الـ 12 قبل الميلاد، يأتي هذا التطوّر بعد أكثر من عام على تصريح الناطق باسم كتائب القسّام أبو عبيدة أنّ زمن انكسار الصهيونية قد بدأ، ولعنة العقد الثامن ستحلّ عليهم وليرجعوا إلى توراتهم وتلمودهم ليقرأوا ذلك جيداً، ولينتظروا أوان ذلتهم بفارغ الصبر.
تصريحات بنيامين نتنياهو المتصلة بالجنوب السوري، هو الخطوة الأولى في المشروع، فإذا ما تحقق فلابد ويتحوّل بنيامين نتنياهو إلى :
ـ ملك ملوك إسرائيل.
فيما ستتحول المنطقة برمتها إلى:
عبيد الهيكل.
ليس مستبعداً أن يضع نتنياهو تاج “يهوه” وصولجانه.
مايحدث على الأرض يقول:
ـ الحساب الجدي ينبغي أن يقع على ما لا يأتي في الحسبان.