fbpx

“كبتاغون” غزة

مرصد مينا

” كم من سكان غزة يلجؤون إلى الكبتاغون كطريقة لنسيان حياتهم اليومية من الفقر والحبس وانعدام الحرية؟”
كان هذا هو سؤال “لوفيغارو” الفرنسية وقد أجرت تحقيقياً صحفياً نسبت فيه “الكبتاغون” إلى سوريا، فيما أضافت بأن ” كل الطرق تقود إلى ” الشمال من غزة حيث معبر إيريز وإلى الجنوب معبر رفح، مع مدخل إلى إسرائيل والآخر إلى مصر”.
من هذا المعبر وفق لوفيغارو، تمر آلاف الشاحنات كل يوم لتزويد سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة بالمواد التموينية. هذه المنطقة تخضع لرقابة شديدة، وللحصار الإسرائيلي منذ سيطرة حركة حماس عليها في عام 2007. ومع ذلك، يَنجح مهربو المخدرات في نقل حمولتهم إلى هناك”.

لوفيغارو وقد نسبت معلوماتها إلى “شرطي” تقول بأن تدفقات الكبتاغون، تجاوزت تدفقات الحشيش والترامادول، وهي تدخل إما عبر معبر إيريز، في أمتعة المسافرين العائدين من الخارج، أو عبر معبر كرم أبو سالم للشاحنات الذي تسيطر عليه إسرائيل. وتدخل معظم المخدرات عبر الحاويات من إسرائيل.
شرطي فلسطيني يقول لوفيغارو أنه من الصعب اكتشاف الحاويات التي تدخل الكبتاغون إلى غزة، فليس لدى الشرطة الفلسطينية أجهزة سكانر وليس لدى الشرطة سوى الاعتماد على الكلاب البوليسية “والمهربون ينجحون في خداع كلابنا”.
“لوفيغارو” عثرت في إحدى الأمسيات على طاولة سرية في الطابق العلوي من أحد مقاهي الشيشة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، هناك التقت بشاب من غزة يدعى محمد، تحدث لها، قائلاً: “في البداية كنت أدخن الحشيش بعد ذلك نصحني بعضهم بأخذ الترامادول لأنه يمنحني الطاقة اللازمة للعمل.. كنت أتناول ثلاث حبات في اليوم، لكن حركة حماس منعتها، لذا التفت إلى التجار. كان الأمر سهلاً بالنسبة لي لأنني كنت أعرفهم لفترة طويلة، إذ نجدهم في كل مكان. عندما أشتري المخدرات، أحتفظ بها في يدي، وعندما أرى رجال الشرطة أسقطها على الأرض”.
ويؤكد محمد أنه تم القبض عليه مرة واحدة، مما أدى إلى سجنه لمدة ثلاثة أشهر، موضحاً أنه “في السنوات الخمس الأخيرة، انفجرت تكلفة الترامادول حيث وصلت تكلفة الوحدة 20 شيكل فقط. والآن نجد الترامادول في كل مكان! لكن لا يمكنني تناول سوى نصف حبة من الكبتاغون كل يوم بسبب آلام العظام التي يسببها لي”.
الإسرائيليون صامتون، وحكومة غزة التي تهدد بحزّ رقبة من يشرب الخمر صامتة كذلك، والعديد من متابعي “حركة الكبتاغون” يحيلونها إلى “حركة حماس”، و “حماس ” اليوم تعيش لحظة التآخي الكبرى مع النظام السوري وقد وصف بـ “مملكة الكبتاغون”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى