fbpx

لماذا لايصرخ بنيامين نتنياهو “شكراً حسن نصر الله”؟

أنهى حرب تموز 2006 بـ “لو كنت أعلم”، وأطلق “نصف حرب” اليوم، بـ “لا أعلم”، مع أن حزب الله وأمينه العام يلتقط دبيب النملة في الجنوب اللبناني وقد وضع أيديه على هذا الجنوب وهو “الدولة داخل الدولة”، وفي كلام حزب الله واحد من احتمالين:

ـ أولهما أنه في حقيقة الأمر يعرف تلك الصواريخ الهزيلة التي وجهها “حماس” إلى إسرائيل، كما يعلم مطلقيها، وهذا أمر كاد أن يجرّ لبنان إلى حرب مفتوحة.

وثانيهما أنه “لم يكن يعلم” وهذا يعني أن الفلتان الأمني والعسكري هو الصيغة المعمول بها في جنوب لبنان، وهذا أمر كفيل بنزع قبضته عن الجنوب وإحالة مسؤليته للدولة اللبنانية.

وفي كلا الحالين فالحرب والسلم، ليس قرراً حصرياً لحزب في دولة متعددة الأحزاب والطوائف والخيارات، والاستئثار بقرار الحرب والسلم من قبل حزب أو “كمشة” ناس يعني أنه يحيل البلد كل البلد إلى بلد مُحتل” فيدّعي تحرير “فلسطين” في الوقت الذي يحوّل بلده إلى مستعمرة له وحده، وهذا هو حال لبنان وقد تحوّل عبر هيمنة حزب الله إلى قوّة احتلال، لايبررها الكلام عن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، بما يجعل لبنان يقاوم احتلالاً لحساب احتلال، وكاد البلد أن يتحوّل إلى جبهة قتال في توقيت شاءه “حزب الله” فيما اللبنانيون ينهارون تحت وطأة تفكك المؤسسات واستشراء الفقر، والوقوف على حافة الانهيار، وكلها مآلات، ساهم حزب الله في الوصول إليها هذا إن لم يكن قد تفرّد بإيصال البلد إلى ماوصل إليه.

كل ذلك، ومن بعده يأتي السؤال:

ـ ما الذي حققته صواريخ “حماس” أو “مشغّليها” وقد انطلقت من لبنان؟

أول إنجاز حققته تلك الصواريخ، هو شدّ العصب الإسرائيلي، فالاسرائيليون الذين هتفوا وملأوا شوارع المدن اعتراضاً على بنيامين نتنياهو، عادوا للاصطفاف ثانية، بعد أن وقفوا على حافة انهيار “دولة اليمين”، فأعاد حزب الله الشرعية لمن اوشك أن يفقد شرعيته، فكانت الصواريخ لحساب بنيامين نتنياهو وليس على حسابه.. هذا أولاً.

بصواريخهم رمموا الفجوة ما بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية فتحوّل الجفاء ما بين جو بايدن ونتنياهو إلى غرام.

ثالثها، أن العالم كل العالم وقف إلى جانب إسرائيل، خصوصاً ما بعد عملية “الدهس” وقد كان من ضحاياها سيّاح “طليان”.

ورابعها وخامسها، وبكل الأولويات، منحوا إسرائيل ما لم يستطع بنيامين نتنياهو وحكومته أن تمنحه، بما يستدعي بنيامين نتنياهو ليصرخ:

ـ شكراً حزب الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى