ليبيا: تصعيد أمني مفاجئ في طرابلس واحتجاجات على وجود جهاز “دعم الاستقرار”

مرصد مينا
شهدت العاصمة الليبية طرابلس تصعيداً أمنياً جديداً ومفاجئاً، بعدما تعرضت إحدى دوريات جهاز أمني تابع لوزارة الداخلية بحكومة الوحدة “المؤقتة” لهجوم، الأربعاء، دون أن يسفر عن خسائر بشرية.
وأفاد جهاز دعم مديريات الأمن بالمناطق التابع لوزارة الداخلية في بيان له يوم الأربعاء بأن مركبة سوداء نفذت “خطوة إجرامية غادرة” باستهداف دورية تابعة للشرطة كانت تقوم بتأمين مستشفى الهضبة الخضراء العام بواسطة قاذف “آر بي جي”.
وأضاف البيان أن المقذوف لم ينفجر، ما حال دون وقوع إصابات بين عناصر الشرطة أو المرضى أو الكادر الطبي والإداري بالمستشفى، مؤكداً أن الفاعلين مجرمون فارّون من وجه العدالة، سبق تورطهم في القتل والخطف والتعذيب وانتهاك الحرمات.
وأشار البيان إلى أن “هذه الأيادي الملطخة بالدماء لن تفلت من قبضة العدالة مهما طال الزمن”، موجهاً تحذيراً شديد اللهجة لكل من تسوّل له نفسه استهداف رجال الأمن أو المساس بأمن الوطن، مع التأكيد أن الرد سيكون “حاسماً وقوياً” لمنع تكرار مثل هذه الجرائم.
وفي تطور آخر، شهدت منطقة “شط الهنشير” بسوق الجمعة شرق طرابلس توتراً أمنياً، بعد أن طالب بعض الأهالي بإخراج جهاز “دعم الاستقرار” خلال 24 ساعة، مهددين بأن المبنى الذي يشغله الجهاز سيكون هدفاً مباشراً لهم في حال عدم الاستجابة.
وأوضح الأهالي في بيان مساء الثلاثاء أن وجود “بقايا ميليشيا دعم الاستقرار” داخل المبنى مرفوض، واصفين المجموعة بأنها تضم “مجرمين وقتلة ومهربين ولصوصاً ومتّعاطين للمخدرات”، مؤكدين أن تاريخ المنطقة لم يكن يوماً مأوى للخارجين عن القانون.
من جهته، أكد عضو مجلس النواب علي أبو زريبة أن جهاز دعم الاستقرار هو جهاز أمني ليبي، وأن سوق الجمعة منطقة عامة وليست حكراً على مجموعة من الجهويين، مشدداً على “ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وكان رئيس جهاز دعم الاستقرار، حسن أبو زريبة، قد افتتح مؤخراً مقراً جديداً للجهاز في المنطقة ضمن خطة لإعادة تنظيم الفروع وانتشارها.
ويتبع الجهاز المجلس الرئاسي بقيادة محمد المنفي، فيما قُتل رئيسه السابق عبد الغني الككلي الملقب بـ”غنيوة” العام الماضي في طرابلس إثر اشتباكات مسلحة.
ورغم هذه التطورات، جددت وزارة الداخلية بحكومة “الوحدة” التأكيد على التزامها بالتعاون الدولي وتعزيز قدرات أجهزتها الأمنية لحماية أمن البلاد واستقرارها.
وأوضحت الوزارة أن الاجتماع العاشر لفريق العمل البري، بمشاركة ممثلين عن القطاعات الأمنية وبعثة الاتحاد الأوروبي لدعم إدارة الحدود (اليوبام)، ناقش سبل دعم وتأمين الحدود، وتعزيز التعاون مع بعثة اليوبام، ومتابعة تنفيذ المشاريع المشتركة، بما في ذلك تجهيز المنافذ الحدودية بأنظمة مراقبة متطورة، ودعم بعض المنافذ البرية، إضافة إلى عرض البرامج التدريبية المخصصة للعناصر الأمنية، ومراجعة خطة الزيارات الميدانية لمعابر وازن ونالوت الحدودية بهدف تطوير البنية التحتية ورفع كفاءة العمل الأمني.
كما عقد مسؤول إدارة حماية البعثات الدبلوماسية، حسن الشريف، اجتماعاً مع المسؤول الأمني ببعثة الأمم المتحدة، لمناقشة الترتيبات الأمنية الخاصة بتأمين المواقع والمرافقة الأمنية، وتنسيق الجهود المشتركة لتوفير الحماية اللازمة لمقار البعثات الدبلوماسية.