ما الذي يضيركم من عودة النازحين؟
قوى وشخصيات لبنانية تطالب بعود النازحين السوريين إلى بلدهم (بأمان)، يقابلهم قوى وشخصيات ترفض عودتهم وتتمسك ببقائهم في المخيمات.
الأول يشكو من وجود النازحين السوريين على أرضه واقتصاده، والثاني يشكو من وجود السوريين على اقتصاده وأرضه، وبالنتيجة على ماذا يختلفان.
لو كنا في موقع السلطة السورية، لقلنا، كلما خرج سوري من سوريا سيخفف عن النظام معارضته واستحقاقاته كمواطن، سواء استحقاقات المواقف أو استحقاقات الخبز والطحين، ولو كان بوسع نظام الأسد، وسواه من الأنظمة العربية لرحّل كل سكّانه باستثناء بطانته ومحاسيبه، ولاكتفى بحكم من يواليه ومن يشتغل تحت وصايته.
وبالنتيجة فتهجير ثلثي الشعب السوري مكسب للنظام، خصوصًا تهجير الشباب الذين يشكلون قوة الاعتراض الأولى.
المفارقة أن جزءًا كبيرًا من قوى المعارضة السورية، شجعت، ودعمت، وحرّضت على هجرة الشباب ومنذ 2011 وتخلت عن المهاجرين والنازحين والهاربين، ولم تقدم لهم سوى الخيبة، فما الذي هدفت اليه تلك المعارضات؟
واليوم..
تعود المفارقة مرة أخرى، فالنظام يرحب بعودة النازحين والمهاجرين والغائبين، والكل يعلم أنه لن يكون سعيدًا بعودتهم، ولمجموعة من الأسباب:
ـ اولها أن العائد سيشكل قوة معارضة، إن لم يكن بالفعل والحركة، فاقله بالصمت.
ثانيها أنه كلما خرج سوري من ارضه، ترك أرضه لقمة سائغة / رخيصة / للعقاريين وتجار المآزق، ومعظمهم إما من متمولي السلطة، أو من حاشية المقربين للسلطة، وتلك تجارة رابحة لهؤلاء، والعودة تعني إغلاق الباب بمواجهتهم.
وأخيرًا كل الحروب إلى نهاية، إما بفوز أحد أطرافها، وإما بتسوية بين الأطراف المتحاربة وبالنتيجة، فوقف الحرب يعني عودة الغائب ورجوع النازح.
فما الذي يبتغيه أولئك المعترضين على عودة النازحين السوريين، والكل يعلم أن النازحين السوريين سواء في لبنان أو تركيا، أو حتى في بلدان الهجرة الأوربية، يعيشون تحت حدود الفقر، وأدنى مما تقبل به الكرامة الإنسانية.
ـ سؤال مفتوح، لانعرف له من مبرر سوى تحويل النازحين الى لعبة.. إلى استثمار بيد دول / عصابات / أنظمة، وأفراد.
سؤال سيقى مفتوحًا.