ما بعد غزة.. وما بعد الولي الفقيه
مرصد مينا
انتصرت “حماس” انتصاراً مدوّياً، أما نتائج الانتصار فكانت ما بعد خراب غزة، هو تخيير الغزاويين ما بين خيارين:
ـ وطن بديل في النقب أو سيناء.
ـ الموت تحت الأنقاض.
وسيخرج خالد مشعل ليشكك بالراعي الإيراني لحماس، كما بحزب الله شريكه في “وحدة الساحات”، وبالنتيجة “انتصرت غزة” بالبكاء وإغلاق أي امل في أن تكون مدينة لأبنائها مع الغد، أيّ غد سيأتي عليها.
وبلا شك، فقد أخذت “حماس” الفلسطينيين إلى خياراتها دون أن تحسب للخيارات الفلسطينية والدم الفلسطيني، وما بعد غزة، باتت العيون على لبنان، فمن لبنان تنطلق “عقيدة حزب الله” المرتبطة بذيل “الولي الفقيه”، ومن عنده يأتي القرار.
ما الذي سيكون عليه قرار “الولي الفقيه؟
دفع أذرع له في لبنان لمناوشات مع إسرائيل، مما سخّن جبهة الجنوب اللبناني دون “توليعها”، وكان “حزب الله” قد اشتغل على تسخين الجنوب، وكذلك تحت سقف “توليعه”، غير أن ما تحت سقف “التوليع” هذا، سيبدو سقفاً مرتفعاً بالنسبة للإسرائيليين الذين لابد وسيشتغلون على توسيع معركتهم، لتكون المحصلة حصاداً واحداً في لبنان وغزة معاً، أملاّ بطيّ صفحة خطابات الممانعة، وبالنتيجة سيزج “حزب الله” بحرب لم تعد من اختياره، فيما كان الدفع إليها باختياره وبكل التفاصيل، وهذا ما سيجعل اشتعال جبهة الجنوب ممكناً ما بين ليلة وضحاها، وهو ما سيحرق بلداً على الخريطة اسمه لبنان، كان حزب الله قد منعه من أن يكون “بلداً” ليستكمل مشروعة ويحوّله إلى ازقة من دمار، و :
ـ الولي الفقيه يتفرج.
و :
ـ السلاح الإيراني في الأدراج.
و:
ـ لا وحدة للساحات فكل الساحات مُدَمَرَة، وهذه هي الأساطيل الامريكية مضافاً إليها البريطانية في المتوسط بانتظار شارة البدء التي لا تعني سوى :
ـ تدمير لبنان.
تدمير بقرار استفراد “حزب الله” بالحرب والحرب، لا بالحرب وبأي سلام، ما يسمح لإسرائيل التي كانت حتى الأمس القريب وطناً مؤقتاً للإسرائيليين، أن تتحول إلى وطن نهائي ومن مفردات القيامة إن شئت، وأكثر من ذلك، أن تكون الوطن الوحيد في شتات اوطان محاربوها يحاربون بالخطابات والأهازيج، ويعدون بنصر إلهي ولكن على ناس بلدانهم.. فقراء بلدانهم، وعائلات بلدانهم، وخبز بلدانهم، وبالنتيجة إغلاق أي غد بمواجهة هذه البلدان.
الإيراني راعي محفل “المواجهات” لا يواجه، كل ما عليه أن يترك المواجهة على أذرعه وهذه غزة تشهد، ومن قبل غزة كانت حرب 2006 وهي مجرد نزهة حربية بالنسبة للجيش الإسرائيلي الذي يعني:
ـ جيوش البنتاغون.
ما بعد غزة، كل الخوف على لبنان، ففي لبنان طفل :
ـ أبيضاني، وشعره كيرلي.. قد يكون اسمه يوسف.
يوسف هذا قد نبحث عنه تحت الأنقاض، تماماً كما “يوسف” غزة ومشفى “المعمداني”.
إسرائيل دولة “المؤقت” ستتحول بفعل طهران والولي الفقيه ومن يتولاهم الولي الفقيه:
ـ إلى “دولة الوعد”.
ألم يَعِد يهوه اليهود بفناء الجنس البشري ليكونوا “يهوداً”.