ما بعد Glaxy leader
مرصد مينا
لن تتوقف القصّة عند اختطاف سفينة تحمل اسم ” Glaxy leader”، بل قد تستحضر حكاية تفجير السفينة “صاميوئيل روبرت” وكانت إيران قد فجّرتها بلغم بحري استدعى تدمير الأسطول البحري الإيراني ومن ثم استسلام الخميني وإيقاف الحرب العراقية الإيرانية مرفوقة بكلمة الخميني: “كما لو أتجرع السم”.
ـ كان ذلك في عام 1988.
اختطاف السفينة “Glaxy leader يعني ماهو اكثر، فهو يعني تهديد الملاحة البحرية في قناة السويس وكذا في مضيق هرمز، وهي الممرات البحرية التي تعني العالم كل العالم، أو أقلّه تهديد دول التحالف البحري البالغ عددها 33 دولة من بينها مصر التي تترأس المجموعة حالياً، وقد باتت قناتها وأمن قناتها مهددتين، ما يعني قطع الشريان الحيوي عن مصر، وكذا الحال بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي تنقل نفطها من الخليج العربي على هذا الطريق الذي بات مهدداً لملاحتها.
حال كهذا يستدعي السؤال:
ـ وماذا بعد هذه العملية؟
الإسرائيليون أنكروا أن السفينة إسرائيلية، وثمة أصوات تؤكد ملكية إسرائيل لها، ومن بين من يؤكد سكوت اولنجر الجنرال البحري الخبير المهم في الشؤون الاستخبارية، ولكن ليس هنا بيت القصيد، فالعملية وفق معظم الاستنتاجات تفيد بأنها من منجزات الحرس الثوري الإيراني تخطيطاً، أما التنفيذ فقد ألقي على عاتق الحوثيين، وهي عملية لن تكون يتيمة وفق الخطاب الحوثي الذي يهّدد بالمزيد من العمليات مع إضافة التلغيم البحري، وامر كهذا يعني إطلاق تطور بالغ الاتساع على “حرب غزة” لتتحول المسألة إلى مواجهة أمريكية إيرانية أولاً، ومواجهة إسرائيلية إيرانية ثانياً، وستكون المملكة العربية السعودية كما مصر مرغمتان على المشاركة في هذه المعركة بفعل الآثار المدمّرة التي قد تترتب عليهما جرّاء هذه العملية، وانعكاساتها على كل منهما مع اختلاف طبيعة هذه المنعكسات.
الإسرائيليون، دفعوا الولايات المتحدة باستمرار لتوجيه ضربات عسكرية لطهران، والإدارة الأمريكية اشتغلت على التهدئة مع الإيرانيين خلافاً للإرادة الإسرائيلية ووصولاً لاتهام “جو بايدن” بـ “المومياء” تنديداً بعدم الإقدام على حرب كهذه، اما وقد اقدم الحوثيون على هذه العملية، فهذا لابد وسيعني في واحد من احتمالاته، إعلان الاشتباك مع إيران المركز، كما مع قوى الأطراف المتعلقة بالذيل الإيراني ومن بينها إضافة للحوثي “حزب الله” ولن يكون حالاً كهذا سوى خدمة صريحة لإسرائيل وقد آن الوقت لتفرض حرباً على إيران كانت الإدارة الأمريكية قد اشتغلت على تجنبها، وفيما لو حدث هذا فستكون الشراكة فيه لتحالف بالغ الاتساع أقلّه قد يشمل الـ 33 دولة الأعضاء بالتحالف البحري إياه، وستكون منعكساته على غزة اكثر وبالاً، ذلك أن حرباً كهذه ستكبّل يد المملكة العربية السعودية الممتدة إلى إيقاف “حرب غزة”، كما ستضع مصر في حال بالغ الحرج، لن يمكنها من أن لاتكون ضمن دول الحلف إياه وبالنتيجة استدراج مصر لعمليات عسكرية بمواجهة اليمن كما بمواجهة طهران، ليؤسس هذا التحوّل لاحتمال حرب بالغة المساحات والمدى دون استبعاد تحوّلها إلى حرب عالمية لن تنجو إيران منها مع استحضار ذاكرة السفينة “صاموئيل روبرت 1988 وبشراسة أشدّ ستأخذ جميع أطرافها إلى ذروة العنف العسكري وكل بما امتلك.
تلك عملية أقدم عليها “الحوثي”، وكالعادة، وكما مثيلاته “حزب الله” و “حماس” يعرفون بالتمام والكمال كيف يفتحون الطريق، ولكنهم لا يعرفون نهاية الطريق ولا إلى أين يسيرون.
ما بعد Glaxy leader غير ما بعدها، فهي مغامرة تستدعي تحالفاً دولياً بالغ الاتساع.. تحالفاً يضع رأس الحوثي على المائدة، وكذلك رأس خامنئي.
هي مغامرة تعني البحر الأحمر ومضيق هرمز، ومن سيضع كل هذه المياه تحت رحمته.