مستشفى بلا كهرباء وجامعة بلا أوراق.. لبنان في ظل “العهد القوي”
مرصد مينا – لبنان
أعلنت إدراة مستشفى “رفيق الحريري” في العاصمة اللبنانية بيروت، أن حكومة “خسان دياب” شملته في جداول تقنين الكهرباء المعتمد من قبلها، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدة أقسام تابعة لها، ما دفعها إلى العمل على خفض استهلاك التيار من خلال إيقاف عمل أجهزة التكييف وبعض الأجهزة الكهربائية الأخرى لمنح الأولوية للمرضى.
ويعيش لبنان منذ تشرين الأول الماضي، على وقع احتجاجات شعبية مطالبة بإسقاط الطبقة السياسية وتشكيل حكومة اختصاصين مصغرة، في ظل التردي العام لمستويات المعيشة، ومصادرة القرار الحكومي من قبل بعض التيارات السياسية، في إشارة إلى حزب الله المدعوم إيرانياً.
في غضون ذلك، أعربت مصادر طبية في المستشفى في حديثها مع مرصد مينا، عن قلقها من تأثير قطع التيار الكهربائي على مرضى وباء كورونا الموجودين في المستشفى، بالإضافة إلى تشكيله خطراً على حياة الكثير من مصابي الأمراض المزمنة، في حال توسيع عمليات التقنين.
وكانت الحكومة اللبنانية قد اعتمدت في وقت سابق، المستشفى المذكور ليكون مركزاً لمكافحة وباء كورونا المنتشر في البلاد.
كما أوضحت إدارة المستشفى أن التيار الكهربائي لا يزال مستمرا في الأقسام الطبية الضرورية، كالعمليات وغرف العناية الفائقة والطوارئ وغسيل الكلى.
تزامناً، كشف مدير كلية الهندسة الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية، “يحيى ضو”، أن الأزمة الاقتصادية وصلت إلى الجامعات، بعد إصداره تعميماً بأن الامتحانات ستكون على ورقة واحدة فقط تمنح للطلاب، مبرراً ذلك التعميم بالنقص الحاد بالأوراق اللازمة للتصوير.
إلى جانب ذلك، حمل التعميم أساتذة الكلية مسؤولية وجود أكثر من ورقة للامتحان الواحد، مشيراً إلى أن أي تجاوز للعدد المحدد للأوراق سيتم طباعته على نفقة أستاذ المادة.
وتأتي تلك التطورات بالتزامن مع اشتداد الأزمة الاقتصادية اللبنانية، التي أدت إلى انهيار كبير في الليرة مقابل الدولار، الذي وصلت قيمته إلى ما يقارب 9 آلاف ليرة، كما ارتفعت نسبة البطالة إلى 35 في المئة، في حين أكد الأمم المتحدة أن 50 في المئة من الشعب اللبناني يعيش تحت خط الفقر.
في غضون ذلك، أكد ناشطون لبنانيون، في تصريحات لمرصد مينا، أن المظاهرات ستستمر حتى إسقاط الحكومة، التي وصفوها بحكومة “حزب الله”، موضحين: “نحن نعيش اليوم في ولاية حزب الله، لا دور للحكومة ولا دور للرئاسة ولا دور لأحد سوى لقرارات حزب الله، الذي تحول بفضل سلاحه إلى القائم بأعمال الولي الفقيه في لبنان، لذا على رأس أولوياتنا، إسقاط ذلك السلاح، الذي بات رصاصاً يخترق السيادة البنانية.
كما شن الناشطون هجوماً على رئيس الجمهورية، “ميشال عون”، لافتين إلى أنه باع لبنان لحزب الله مقابل كرسي الرئاسة الفارغ من أي صلاحيات، متهمينه أيضاً بمنح الحزب المزيد من السطوة على الدولة مقابل توريثه الحكم لصهره، وزير الخارجية السابق، “جبران باسيل”.
تزامناً مع أزمتي الكهرباء والأوراق في الجامعات، كشفت مؤسسة أوجيرو، المزود الرسمي لخدمة الاتصالات والانترنت الثابتة في لبنان، عن إمكانية توقف خدماتها بشكل شبه كامل، في حال توقف أصحاب المولدات الخاصة عن تزويد بعض محولات وغرف الاتصالات بالطاقة، خاصةً مع ارتقاع عدد ساعات التقنين المقرة من الحكومة اللبنانية وقلة المحروقات اللازمة لعمل تلك المحولات.