مشروع قرار في مجلس الأمن ضد “صفقة القرن”
وأشارت المصادر إلى مشروع القرار يحمل رؤية مختلفة عن الخطة الأمريكية، لا سيما وأنه يندد بمسألة الاعتراف بـ “حق إسرائيل” بضم مستوطنات الضفة الغربية إلى أراضيها، وفقاً لما جاء في الخطة المذكورة، مشدداً على عدم مشروعية ضم أي جزء من الأراضي الفلسطينية تحت أي مسمى.
كما أكدت المصادر أن المشروع الجديد، يحمل رفضاً للتصريحات والإعلانات الحكومة الإسرائيلية، التي صدرت مؤخراً حول ضم مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن، مؤكداً على الحاجة إلى تسريع الجهود الدولية والإقليمية لبدء مفاوضات تحظى بمصداقية على جميع قضايا الوضع النهائي في عملية السلام في الشرق الأوسط دون استثناء.
أما في جديد المواقف العربية، فقد أعرب البرلمان التونسي بالإجماع، عن تنديده بالخطة الأمريكية للسلام، حيث اعتبرت الكتل البرلمانية والنواب المستقلون على حدٍ سواء في جلسة عامّة، أن الخطة الأمريكية غير ملزمة لأحد إلاّ الأطراف التي أعلنتها، وهو ما جاء متناغماً مع مواقف الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، التي أبدت رفضها لما جاء بالخطة، مؤكدةً دعمها لحل القضية الفسلطينية على أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية، عاصمتها القدس الشرقية.
في غضون ذلك، أوضحت المصادر أنه من المفترض أن تبدأ المناقشات حول مشروع القرار الجديد، مطلع الأسبوع المقبل، وسط توقعات بأن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض “فيتو” ضده، خاصةً وأنه يحمل انتقادات ومعارضة صريحة لما تقدم به الرئيس الأمريكي ومستشاره “جاريد كوشنير”، الذي يعتبر المهندس الفعلي للخطة.
تزامناً، أفادت وسائل إعلامية عبرية، بأن مجموعة من الدول الأوروبية تستعد لاتخاذ مجموعة قرارات صارمة ضد إسرائيل، وذلك بعد أيامٍ قليلة من إعلان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” خطته للسلام في الشرق الأوسط، والتي لاقت انتقادات واسعة وصفتها بـ “المتحيزة” لإسرائيل.
وأشارت الوسائل العبرية، إلى عدة دول أوروبية تواصلت مع السلطة الفلسطينية خلال الأيام الماضية، مؤكدةً أنها ستتخذ إجراءات من بينها قرار إعتراف بالدولة الفلسطينية، في حال لجأت إسرائيل لضم مستوطنات ومنطقة غور الأردن إلى سيادتها، بحسب ما جاء في الخطة الأمريكية، مشيرةً إلى تلك القرارات ستظل رهينة خطوة تل أبيب، في حالة ما ستقدم عليه فعليا بضم مستوطنات وغور الأردن.
وكانت المنظومة الأوروبية قد عبرت عن موقفها من صفقة القرن، عبر تصريحات مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، “خوسيب بوريل” الذي أكد أمس – الثلاثاء، أن دول الاتحاد لن تعترف بسيادة إسرائيل على الأراضي، التي احتلتها منذ عام 1967، وذلك في تصريحات تناول خلالها الخطة الأمريكية للسلام، التي طرحها الرئيس الأمريكي، “دونالد ترامب”، كتسوية للصراع بين الفلسطنيين والإسرائييلين على مبدأ حل الدولتين.