من سيقف بمحاذاة جو بايدن في ساحة الحرية بطهران؟
على السطح تبدو المعارك مؤجلة، سوى أن ما على السطح لن يكشف على الدوام ماتحت قشرته، هو الحال هكذا، فمن يتطلع إلى ملامح جو بايدن، لن يرى فيها ولا علامة من علامات المُحارب، غير أنه وبوجهه الحيادي يستقل القطار من بولندا إلى كييف، هناك حيث يلتقي بالأوكران، داعماً بلا حدود لمعركتهم مع فلاديمير بوتين محتضناً فلوديمر زيلنسكي.
جو بايدن، ليس عابراً في السياسات الأمريكية، فقد يكون وراء هذا الوجه الحيادي ما ينبؤ بمقاتل قد يقلب عالم اليوم، إلى عالمٍ آخر، ومن السذاجة الاعتقاد بأنه سيكون عالماً أكثر عدالة، غير أنه سيكون عالماً بلا اثنين:
ـ فلاديمير بوتين وعلي خامنئي.
بايدن يلقي خطابه في كييف، وليس مستبعداً ذلك اليوم الذي سنجده يلقي خطاباً في ساحة الحرية في طهران وإلى جانه يقف رضا بهلوي حفيد الشاه الراحل، وسط صبايا إيرانيات لابد وأنهن يشتغلن على تحرير أنفسهن وبلادهن من سطوة المرشد، سيحدث هذا فالمؤجل قد آن أوانه، والأوان قد يكون مخاضاً فظيعاً يشهده هذا الشرق وتحديداً الخليج منه.
خامني وحرسه الثوري، ومعهما حسن نصر الله، وامتداداً إلى نظام دمشق، باتوا عبئاً على التاريخ كما حائلاً دون أي مستقبل، هم كذلك وقد باتوا معضلة لابد من تجاوزها، والمعضلة بالتعريف، إذا ما تفكّكت لابد وستقود إلى معضلات لاحقة ولكن ما لابد منه لاغنى عنه.
خامنئي مصحوباً بحرسه الثوري وأذرعه وامتدادته باتو اليوم مصدر تهديد لكل أمن في هذا العالم، وسيزيد على ذلك وصولهم إلى حافة السلاح النووي، وتحالفهم غير المشروط مع روسيا، وبالنتيجة فالحرب على روسيا ستحمل معها حرباً على ملالي طهران، أما كيف فلذلك العديد من السيناريوهات المحتملة.
قد تبدأ بالانطلاق من الإسرائيليين، فالإسرائيليون سيكونون بمواجهة آخر المعارك، فإذا ما سقطوا فيها ستكون الطامة الكبرى، وقد تكون بفعل عسكري أمريكاني مباشر، وسبق للأمريكان ان اجتثوا نظام صدّام حسين، ومن يظن نفسه قادراً على مواجهة السلاح الأمريكي بخطابات “الدم وقد تغلّب على السيف” فلابد أنه واهم، وفي كلا الحالين سيكون الغرب، كل الغرب شريكاً في اجتثاث الملالي وسطوتهم، لا لخلاصنا في هذا الشرق، بل لتدارك الكوارث التي سيتسبب بها بقاء هذا الطراز من الأنظمة، وكمحصلة جانية سيكون خلاص هذا الشرق وقد سطى عليه الملالي بما سمح لقاسم سليماني بأن يدير عملياته من تحت تراب أربعة عواصم عربية، حتى جاءت الضربة الأمريكية وأجهزت عليه، وقد لاتكون الضربة الإسرائيلية لمنطقة كفرسوسة في دمشق، إلاّ استهدافاً لوارث قاسم سليماني وقد تحوّل إلى ولي أمر النظام في دمشق.
الأيام لن تكون بعيدة.
والمعركة مابين المعارك لم تعد مجدية.
ثمة حرب مفتوحة سيكون فيها الخلاص، وإن لم تكن فعلى الولايات المتحدة وجو بايدن أن يدخلون مصحة التاريخ، بل دار عجزته.
ـ لن يكون الأمر كذلك.