إسرائيل تحول رفح إلى منطقة عازلة وسط تزايد القتلى وتفاقم الوضع الإنساني في غزة

مرصد مينا
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلًا عن مصادر أمنية، اليوم الأربعاء، بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لتحويل منطقة رفح، التي تُشكّل نحو خمس مساحة قطاع غزة، إلى جزء من المنطقة العازلة التي يسعى لإنشائها على طول الحدود مع مصر.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أن الجيش بدأ بالفعل بتوسيع “ممر موراج” من خلال تدمير المباني الواقعة على امتداده، وسط تقارير عن دراسة هدم شامل للمباني في مدينة رفح.
يأتي ذلك في ظل استمرار العمليات البرية الإسرائيلية لليوم الرابع والعشرين على التوالي، منذ استئناف الهجوم العسكري في 18 مارس الماضي.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أن قواته تواصل تنفيذ عمليات برية في منطقتي رفح جنوبي القطاع وحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، مشيراً إلى تدمير عدد من البنى التحتية.
كما أوضح البيان أن سلاح الجو نفذ أكثر من 45 غارة خلال الساعات الماضية، استهدفت مواقع يُزعم أنها تستخدم لإنتاج الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ ومبانٍ عسكرية ومستودعات ذخيرة.
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن قوات فرقة غزة (143) تعمل على تعميق العملية في منطقة تل السلطان، حيث تم العثور على فتحات أنفاق وتدمير منشآت تحت الأرض. كما تواصل الفرقة 36 عملياتها في محور موراج بمنطقة رفح، وهو محور لم تنشط فيه القوات سابقاً.
من جانب آخر، تواصل حركة حماس رفض المقترحات الحالية لوقف إطلاق النار، حيث صرح القيادي في الحركة حسام بدران أن “الأفكار المطروحة غير مكتملة”، مشيراً إلى أن المفاوضات لا تزال مستمرة مع الوسطاء، دون أي مقترحات جديدة. وأكد بدران تمسك الحركة بوقف شامل للعمليات العسكرية كشرط أساسي لأي تهدئة.
على صعيد الوضع الإنساني، قال الدفاع المدني في غزة إن غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً في حي الشجاعية، ما أسفر عن مقتل 20 مدنياً على الأقل وإصابة أكثر من 40 آخرين.
وأفادت مصادر طبية بمقتل 11 فلسطينياً آخرين، بينهم أربعة أطفال، وإصابة 35 مدنياً في قصف آخر استهدف منزلاً مأهولاً شرق مدينة غزة.
وفي ظل هذا التصعيد المتواصل، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، مشيرة إلى أن المياه النظيفة والغذاء والمأوى والرعاية الطبية أصبحت نادرة بشكل متزايد في مختلف مناطق غزة.
ونشرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على صفحتها الرسمية في “فيسبوك” اليوم الأربعاء”أن الأطفال في شمال غزة لم يعودوا يبحثون عن ألعابهم أو أدواتهم المدرسية، بل يبحثون عن الماء”.
أضافت الوكالة: “هؤلاء الأطفال لا يذهبون إلى المدرسة، بل يدفعون العربات الصغيرة للمساعدة في جلب ما قد يروي عطشهم”.
وأوضحت الأونروا أن أكثر من خمسة أسابيع قد مرّت منذ أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية إلى القطاع، ما جعل المياه النظيفة، والغذاء، والمأوى، والرعاية الطبية، سلعاً نادرة تزداد ندرتها يوماً بعد يوم.
وأكدت الوكالة أن التأثير الإنساني لهذه الأزمة، خاصة على الأطفال، مدمر للغاية، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراء فوري. وختمت منشورها بنداء واضح: “نحتاج إلى وقف إطلاق النار الآن”.