fbpx

هل بوسعك لفظ اسم الرئيس الصيني دون أن تتلعثم؟

يبدو أن الدور الصيني وراء (ربط الصراع) مابين المملكة العربية السعودية وإيران، قد تخطّى سؤال:

ـ ماهو دور الصين في هذا الحوار مابين الجارتين “اللدودتين” إلى سؤال:

ـ هل تحلّ الصين محلّ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟

نستخدم مع السؤال الأول مصطلح “ربط النزاع” ذلك أن ما حدث حتى الآن يتطلب لاحسن النوايا فحسب ، بل يتطلب أيضاً حقائق على الأرض للقول بأن الصراع انتهى، ونقطة على السطر.

أما عن السؤال الثاني، وقد يكون الأهم، فقد بات شاغلاً، ومن بين المشتغلين عليه، باحثون من وزن سايمون هندرسون الذي يقول بأنه يحاول “استعياب” ما يحدث ومن بعد المحاولة،  يذهب إلى ما يحدث بـ “التمرين” الذي طرأ على الباحثين والمحللين الأمريكيين سواء في الصحف أو على الإنترنت. فواشنطن منعَمٌ عليها بمفكرين سريعين ، كما حال العرب أيضاً.

في قراءته يقول هندرسون بأنه يبدو أن التحليل السائد هو أن الرياض قررت العمل مع طهران بسبب الجفاء مع إدارة بايدن وقلة الدعم الذي تتلقاه السعودية منها ومن الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي. ويبدو أن ما تذمرت منه السعودية مؤخراً هو رد واشنطن الضعيف على الأنباء التي أفادت بأن إيران تخصّب اليورانيوم إلى مستوى أدنى بقليل من 84  في المائة، وهو مستوى قريب جداً من درجة صنع قنبلة نووية. فما الذي حدث إذاً لوعود البيت الأبيض بعدم السماح لإيران بصنع قنبلة نووية؟

حتى أيام قليلة مضت، كان الرد السعودي المتوقع هو أن المملكة ستحذو حذو إيران بسرعة إذا أظهرت طهران أنها تمتلك قنبلة نووية أو أنها تستطيع صنعها، وهذا هو التعليق الذي غالباً ما يُقتبَس عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، والذي أدلى به سابقاً لإذاعة “سي بي إس نيوز” (CBS News). أما الآن، فيبدو أن وجهة النظر السعودية قد انقلبت، إذ أبدت المملكة استعداداً للانسحاب من المواجهة مع إيران، وربما التوجه حتى نحو “مشاركة” الخليج معها، ما شكل في السابق مجرد فكرة عديمة الجدوى كانت مدعاة للسخرية حين وردت في مقابلة أجرتها مجلة “ذي أتلانتيك” (The Atlantic) في عام 2016 مع الرئيس آنذاك، باراك أوباما.

التفسيرات الأكثر تحفظاً لمعنى التطبيع، الذي تم تحديده في الشهرين المقبلين، تشمل أن هذا التطبيع   يندرج ضمن اتفاق سلام مصمم بعناية في اليمن، حيث يحتل الحوثيون الذين تدعمهم إيران، العاصمة صنعاء، على الرغم من جهود السعودية الحازمة، والمكلفة (سواء من الناحية المالية أو من حيث التكاليف الإنسانية)، لطردهم.

ويطال الارتياب الذي رافق صدور الخبر دور الصين. فحتى الآن، بصرف النظر عن موقف بكين الانتفاعي من الحرب الإيرانية العراقية بين عامَي 1980 و 1988 عندما زودت كلا الجانبين بالذخيرة، شددت بكين على دورها التجاري وليس الدبلوماسي في المنطقة. وآخر تطور ظهر هو أن الصين تريد تنظيم اجتماع قمة لجميع دول الخليج. وليس مستغرباً انضمام معظم دول المنطقة، إن لم يكن جميعها، إلى السرب لأسباب تجارية، ولكن ما الذي سيكون رد الفعل إذا قالت بكين إن الثمن مقابل دورها الجديد سيكون نفطاً مخصوم التكلفة؟

لا بد أيضاً من أن تشمل هذه التطورات المذهلة، وربما المزيد منها في المستقبل، من الناحية التحليلية حالة “التطبيع” الأخرى التي كانت تستحوذ على اهتمام واشنطن، أي مسألة تطبيع السعودية لعلاقاتها مع إسرائيل ومتى سيحدث ذلك. وربما هذا الموضوع هو الآن خارج القائمة. ويعتمد ذلك كثيراً على إذا ما كانت الرياض تريد حقاً إقامة علاقة عملية، إن لم تكن جيدة، مع طهران. ولكن بالنسبة لإسرائيل، لا تزال قضية احتمال وجود سلاح نووي إيراني تلوح في الأفق.

ستتضح أمور كثيرة في الشهرين المقبلين، إذا تمكّن هذا العرض من الاستمرار حتى ذلك الحين.

بالنتيجة، لم يجب هندرسون عن سؤال:

ـ هل ستحل الصين محل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟

من عندنا يمكن أن يحدث هذا مرة واحدة:

ـ حين يستطيع سكّان الشرق الأوسط لفظ اسم الرئيس الصيني بلكنة صينية غير مربّكَة، وهذا صعب الحدوث إلى وقت قد لايأتي أبداً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى