وجه بايدن وعماماتهم
الكارثة السورية لن تنتهي بسقوط بشار الأسد، غير أن سقوطه لابد ويكون بداية لنهاية ما، وتأسيساً لحالة جديدة في سوريا.
الصراع سيستمر، والفوضى ستستمر كذلك، والعصابات لن تتفكك بين ليلة وضحاها، ولكن الثابت أن “لابداية لسوريا مادام بشار الأسد على رأس النظام فيها”.
سقوطه معضلة بلا شك، والأمر كذلك فالمعضلة في تعريفها هي التي يؤدي تفكيكها لمعضلة جديدة، ولكن التاريخ السوري القادم لن يبدأ به.. بوجوده (شخصياً) ستستمر المتاهة السورية، والوجع السوري والكارثة بأبشع صورها، وهو حتى اللحظة :
ـ باق بـ :
ـ لعبة دولية بالغة الحماقة والنتانة.
ـ بأجهزة أمنية متعددة ومتنوعة والكل يشتغل لحسابه.
ـ بمعارضة لم تدرك حتى اللحظة وجوب برنامج وطني جامع وشامل يتقاطع عليه السوريون.
ـ و.. باق بإيران، فمادامت إيران الملالي، ستبقى سوريا الأسد.
والرهان كل الرهان اليوم على سقوط دولة الملالي، والواضح من الغامض في اللعبة الدولية أن أمام الولايات المتحدة وأوروبا واحد من خيارين:
ـ إما أن تصل إيران إلى القنبلة، وتتحول إلى كوريا شمالية في شرق أوسط قلق.
وإما ضربة عسكرية تطيح بنظام الملالي، وهو الخيار الذي مازالت الولايات المتحدة مترددة فيه، ربما وصولاً إلى الوقت الذي لن تعود الضربة ممكنة والقنبلة في جيب أصحاب العمائم، وتلك لابد وتكون كارثة على العالم بأجمعه، مع انتقال إيران من قوّة إقليمية إلى قوّة فوق إقليمية، وقد نجدها تزحف إلى مقعد في مجلس الأمن الدولي.
الحرب اليوم هي حرب عالمية بلا ادنى شك، طرفاها الولايات المتحدة وحلفائها الأوربيين بمواجهة روسيا وحليفها الإيراني مع اكسسواراته في دول إسلامية، ومادام الحال كذلك فالرخاوة الأمريكية بمواجهة الخاصرة الروسية ونعني إيران، يعني استحالة تحقيق انتصار على روسيا مادامت قد امتلكت هذا المدى الحيوي ونعني إيران، وهنا سيبرز التساؤل:
ـ ما الذي يؤجل الضربة الأمريكة لإيران مادامت هذه الحرب هي “حربها الأخيرة في هذا القرن” ومادامت هزيمتها فيه تعني استحالة استعادة قوتها الدولية هذا إن لم تخسر مع خسارة الحرب كرامتها وقوّتها، ومكانتها العالمية؟
هو لسؤال الشاغل الذي يستعيد سؤالاً آخر:
ـ ما هو الوقت الأمريكي؟
على أي توقيت تمشي الإدارة الأمريكية؟
وجه بايدن لايوحي بأنه ينتمي إلى الوقت.. أي وقت بما فيه “الوقت الأمريكي”.