fbpx

فلسطينيون يهاجمون موكب السفير القطري في غزة وبعض الفصائل ترفض الاجتماع به

غزة – خاص بمينا أثار الدور الذي تلعبه دولة قطر في الأراضي الفلسطينية، والأموال التي قدمتها لقطاع غزة خلال الفترة الأخيرة، انقساماً في صفوف الفلسطينيين على المستويين الرسمي والشعبي، لا سيما وأن ذلك الدور جاء في ظل الجهود التي تقوم بها العديد من الأطراف الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لتطبيق “صفقة القرن” الهادفة لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وتتخذ تلك الأطراف من بعض الدول العربية وفي مقدمتها قطر لتمويل تلك الصفقة. وعبرت فصائل فلسطينية عن رفضها لذلك الدور، وامتنعت العديد من تلك الفصائل الاجتماع بالسفير القطري “محمد العمادي” الذي يزور غزة حالياً، فيما طالبت أحزاب وهيئات أهلية وضع آليات واضحة لتوزيع الأموال القطرية التي وصلت غزة مؤخراً لتشمل جميع فئات الشعب لا أن توزع كحصص على بعض التنظيمات. وكانت قطر قد أعلنت في 11 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، عن تقديم 150 مليون دولار كمساعدة عاجلة لسكان قطاع غزة، خصص 60 مليون دولار منها لشراء الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، فيما خصص مبلغ 90 مليون دولار كرواتب للموظفين الذين عينتهم حركة حماس منذ عام 2006، وكذلك تشغيل 5 آلاف خريج وعاطل عن العمل تم اختيار أسمائهم من قبل الفصائل الفلسطينية، وتخصيص مبلغ يقدر بـ 5 مليون دولار كمنحة لمن قتلوا أو أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية. السلطة الفلسطينية والتي هاجمت الدور والمال القطري مؤخراً بسبب وصول تلك الأموال إلى قطاع غزة من خلفها على الرغم من رفضها لذلك، انضمت إليها بعض فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والتي حذرت من أهداف تلك الأموال وطالبت حركة حماس عدم التورط في المخطط الذي يحاك للقضية الفلسطينية عبر بوابة المشاريع الإنسانية. السلطة ترفض المال القطري عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير “أحمد مجدلاني” أكد لمرصد “مينا” أن السلطة الفلسطينية تحدثت بشكل رسمي إلى القيادة القطرية وطالبتها بالكف عن تقديم أموال إلى حركة حماس في قطاع غزة تحت ذريعة مشاريع إنسانية وإغاثية، مشيراً إلى أن تلك الأموال وصلت غزة رغم رفض السلطة الفلسطينية، وهو ما يعد تجاوز للسيادة الفلسطينية وتعزيز للانقسام الداخلي. وأوضح أن العديد من الأطراف في المنطقة تحاول تمرير “صفقة القرن” الأمريكية، تحت ذريعة تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية لقطاع غزة، متسائلاً: “أين كانت تلك الأطراف والدول طوال سنوات الحصار الـ 12 التي فرضت على قطاع غزة من قبل إسرائيل، ولماذا هذا التباكي الآن على قطاع غزة؟”. وشدد “مجدلاني” على أن قطر أبلغت السلطة الفلسطينية قبل ساعات من دخول الأموال القطرية لقطاع غزة والمقدرة بـ 15 مليون دولار أن تلك الأموال لا أهداف سياسية لها بل هي أموال لمساعدة سكان القطاع، منوهاً إلى أن الأمم المتحدة رفضت إدخالها دون موافقة السلطة الفلسطينية وتكفلت قطر بإدخالها لقطاع غزة بصورة منفردة. متظاهرون يهاجمون العمادي وتعرض موكب السفير القطري للرشق بالحجارة من قبل متظاهرين فلسطينيين غاضبين شرق مدينة غزة مساء أمس الجمعة، وصاح بعض المتظاهرين في وجه العمادي بعبارة “باعوها” كناية عن الدور والمال القطري الذي قدم لحركة حماس وقطاع غزة، مقابل الحد من التظاهرات التي انطلقت نهاية مارس الماضي بهدف كسر الحصار. وأفادت مصادر أمنية لمرصد “مينا” أن الأجهزة الأمنية أمنت خروج موكب العمادي من المنطقة التي تعرض فيها للرشق بالحجارة، واعتقلت بعض المتظاهرين المشبه بهم ونقلتهم إلى أحد المراكز الأمنية في مدينة غزة للتحقيق معهم، فيما تضررت عدة سيارات في موكب السفير جراء ذلك الهجوم، الذي أثار غضب العمادي ودفعه لمغادرة المكان على الفور. وعبر الكثير من النشطاء الفلسطينيين على منصات التواصل الاجتماعي عن غضبهم من طريقة توزيع الأموال القطرية التي وصلت إلى قطاع غزة، فيما اتهم آخرون قطر بأن هدفها من إدخال تلك الأموال لقطاع غزة بالتعاون مع إسرائيل هو إخماد التظاهرات الفلسطينية الهادفة لكسر الحصار الإسرائيلي. فصائل ترفض الاجتماع بالعمادي ورفضت العديد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وفي مقدمتها “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” و”الجبهة الديمقراطية”و”حزب الشعب” و”المبادرة الوطنية” كذلك حزب “فدا”، حضور الاجتماع الذي عقده السفير القطري للفصائل الفلسطينية في مدينة غزة مساء الجمعة، لوضعهم في صورة آخر المباحثات التي يجريها مع الإسرائيليين للتوصل إلى اتفاق تهدئة والمشاريع الإغاثية التي ستقدم لقطاع غزة من قبل قطر بالتعاون مع إسرائيل والأمم المتحدة. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية “وليد العوض” في حديث لمرصد “مينا”: “رفضنا الجلوس في الاجتماع الذي ضم الفصائل الفلسطينية مع السفير القطري الذي يقوم بدور المندوب السامي”، مشيراً إلى أن كل التحركات والأموال القطرية مسمومة وهدفها تكريس الانقسام الداخلي وتمرير مخططات خبيثة تهدف لإجهاض المشروع الوطني الفلسطيني. وتعد حادثة مهاجمة موكب السفير القطري محمد العمادي هي الثاني له في قطاع غزة، فقد هاجمه متظاهرون غاضبون في 19 شباط /فبراير الماضي، كما وقاطع اجتماعاته فصائل فلسطينية محسوبة على منظمة التحرير في مرات سابقة أيضاً. هذه المادة تعبّر عن وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي المرصد. حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى