fbpx

إيران ووكلائها متورطون في الجنوب السوري.. وجود قوّات النظام في الجنوب يعني تعزيز الوجود الإيراني

تحت عنوان :” الموافقة على وجود قوات النظام في جنوب سوريا لن تؤدي إلا إلى تعزيز أهداف إيران”، نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى مقالاً لمحرريه حنين غدار و فيليب سميث، (29 يونيو/ حزيران/ 2018)، اعتبرا فيه ان ارسال ;laquo;حزب الله;raquo; فرقة “الرضوان” – النخبة التابعة له – إلى جبهة قتال في سوريا “عادة ما يعني أنه من المنتظر وقوع قتال عنيف، وأن قوات هذه الوحدة ستشارك [في العمليات العسكرية] بشكل مكثف”. وذكّر المقال بالأسلوب الذي اتبعه “حزب الله”، طوال فترة تدخُّله في الحرب السورية، من القصير إلى حلب إلى دير الزور، حيث تم أيضاً نشر مقاتلي “الرضوان” بشكل مؤقت في معركة درعا عام 2017 قبل أن يعمل اتفاق الحد من التصعيد على إيقاف ذلك الهجوم. أمّا اليوم، فهم يعودون إلى درعا.
وفي مقال المعهد، فإنه وفقاً لبعض المصادر الميدانية، تقوم إيران منذ نيسان/أبريل بإعادة نشر ميليشياتها الشيعية الوكيلة في جنوب سوريا، وخاصة في السويداء ودرعا والقنيطرة. وسابقاً، كانت إسرائيل والأردن قد أصدرتا تحذيرات ضد وجود قوات حليفة إيرانية بالقرب من حدودهما، ولكن بدلاً من انسحاب هذه القوات، عمد العديد من مقاتليها إلى الاندماج مع قوات نظام الأسد، كما دُمجت وحدات “حزب الله” مع “الفرقة الرابعة” من الجيش السوري و”الحرس الجمهوري”، في حين تم رصد مقاتلين من ميليشيات مثل “لواء الفاطميون” داخل “قوات النمر” تحت قيادة العميد السوري سهيل الحسن، وهم يرتدون حتى زيهم وشاراتهم.
وتابع المقال “سواء كانوا يختبئون داخل وحدات النظام أو ينتشرون بشكل منفصل، يبدو أن وكلاء إيران وشركاءها متورطون بشدة في الهجوم الأخير على درعا، كما ينتشرون أيضاً حول منطقة دير العدس في القنيطرة، التي تقع على بعد ما يقرب من 15 كيلومتراً من هضبة الجولان، على سبيل المثال، قامت عناصر “لواء القدس” – الميليشيا الفلسطينية الموالية للأسد التي تحارب إلى جانب القوات الخاضعة لإيران منذ عام 2013، بالتبجح بتواجدها الواسع النطاق قرب القنيطرة في أيار/مايو، وقد تكون الفصائل السورية لـ “حزب الله”، مثل “لواء الإمام المهدي”- الخاضعة إلى حد كبير لمنظمتها الأم اللبنانية – ناشطة في المنطقة أيضاً بسبب دورها القتالي هناك في عام 2016، وحتى الجماعات الدرزية المدربة على يد “حزب الله” قد تكون مشاركة في حملة الجنوب، مما يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى التخلص من النفوذ الإيراني”.
وأورد المقال معلومات تفيد بأنه في غضون ذلك، كان المسؤولون الروس مشغولين في اجتماعاتهم مع السلطات الأردنية والإسرائيلية، حيث عرضوا صفقات وقطعوا وعوداً بشأن انسحاب إيران، ومن المتوقع أن يركز الرئيسين فلاديمير بوتين و ترامب على القضية نفسها خلال اجتماع القمة المقرر عقده بينهما في منتصف تموز/يوليو في باريس.
وحمل مقال الموقع أسئلة من بينها:
مع تطور المعركة على درعا، هل تستطيع روسيا فعلياً ضمان رحيل القوات الإيرانية ووكلائها من جنوب سوريا، وهي إحدى أكثر المناطق أهمية من الناحية الاستراتيجية في سوريا كلها؟ ثانياً، على افتراض تمكُّن بشار الأسد من طرد المعارضة السورية من درعا، فهل تستطيع قواته منع وكلاء إيران من التسلل والسيطرة على الحدود؟
وفي الاجابة عن هذه الأسئلة، أجاب الكاتبين:
“قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كانت القوات الإيرانية الوكيلة تستبدل زيها للاندماج مع قوات الأسد، أو كيف تقوم بذلك، بسبب تنوع الزي الرسمي المستخدم في سوريا، ناهيك عن العديد من الأساليب المختلفة التي تتعاون بها الجماعات مع بعضها البعض. فقبل الحرب بوقت طويل، كان الجيش السوري يرتدي زياً شبيهاً جداً بالملابس المدنية الأساسية، وحتى الوحدات داخل الفرقة نفسها كانت ترتدي أحياناً زياً لا يتطابق. وبحلول عام 2011، أدى الاتجاه المتنامي للميليشيات بين القوات الموالية للأسد إلى قيام العديد من المقاتلين السوريين بارتداء الزي العسكري مع الأحذية الرياضية، وبنطلونات الجينز، والقمصان، على نحو منتظم”.
وتابعا “منذ أن دخل ;laquo;حزب الله;raquo; الحرب في عام 2012، تم تصوير مقاتليه بزي مختلط بشكل متكرر وعلى نحو منتظم، مما جعل من الصعب تمييزهم عن الوحدات السورية. وبدءاً من عام 2013، شوهد بعض مقاتلي ;laquo;حزب الله;raquo; يرتدون زي تمويه رقمي حديث يصلح للغابات والصحاري، لكن معظمهم استخدم أنماطاً أخرى حتى وقت قريب، بالإضافة إلى ذلك، عندما حاولت الجماعة تسويق صورتها، شدّدت على عرض رقع قماشية متخصصة، رغم أن مقاتليها تجنبوا ارتداءها في مناسبات عديدة. وبحلول منتصف عام 2013، كانت بعض القوى الميدانية ترتدي أيضاً شرائط ملونة مختلفة للدلالة على أصلها، وفقاً لأشرطة الفيديو المنشورة على الإنترنت وتعليقات المقاتلين الشيعة العراقيين السابقين الذين انتشروا إلى جانب ;laquo;حزب الله;raquo ومع ذلك، كان بعض المقاتلين الشيعة العراقيين وأعضاء ;laquo;حزب الله;raquo; يرتدون بانتظام أشرطة باللون نفسه الذي يرتديه نظراؤهم في الجيش السوري، وفي حالات أخرى، شوهد مقاتلون عراقيون فضلاً عن قوات ;laquo;حزب الله;raquo; وهم يرتدون زي من التمويه يشبه نمط الغابات “M81” الذي كانت تعتمده الولايات المتحدة في حقبة الثمانينيات، وهو طراز تبناه أيضاً “الحرس الجمهوري” وبعض وحدات الجيش السوري. ويشمل ذلك “لواء الإمام الحسين”، وهي ميليشيا مقرها دمشق وتتبع [عسكرياً] لـ “الفرقة الرابعة” للجيش السوري، وتنتشر الآن في منطقة القنيطرة على نطاق واسع”.
حزب الله .. التمويه الرقمي:
وفي سردهما للأحداث جاء في مقالتهما:”بحلول عام 2016، أصبح التمويه الرقمي إضافة أكثر اعتيادية إلى معدات ;laquo;حزب الله;raquo;، حيث روّجت الجماعة بشدة لهذا النمط على وسائل التواصل الاجتماعي لتتفاخر بزيها وترتيباتها الحديثة. ومع ذلك، لا يزال العديد من المقاتلين يرتدون الزي المختلط. وقد شوهدت أيضاً ميليشيا شيعية أخرى، هي “لواء أبو الفضل العباس” ومركزها دمشق، ترتدي الزي نفسه الذي يعتمده ;laquo;حزب الله;raquo;، بما فيه التمويه الرقمي الحديث. وفي السابق، كان أعضاء الجماعة يتعاونون مع علي جمال الجشّي (المعروف أيضاً باسم حمزة إبراهيم حيدر)، وهو قائد سابق في ;laquo;حزب الله;raquo; قُتل [في اشتباكات مع ;laquoالجيش السوري الحر;raquo; في سوريا]، كان يتم تصويره بشكل منتظم مرتدياً الزي الرسمي والشارة نفسها التي كان يرتديها ضباط “الحرس الجمهوري” السوري (ومنذ ذلك الحين أزيلت هذه الصور من المصادر المتاحة لمواقع التواصل الاجتماعي). أما ميليشيا “لواء أبو الفضل العباس” فقد وصفت نفسها هي الأخرى كوحدة فرعية من “الحرس الجمهوري، وقد لوحظ تحول مماثل في الزي بين المقاتلين الشيعة العراقيين الذين ينتمون إلى مجموعة “لواء أسد الله الغالب”. وفي أوائل عام 2016، شوهدوا وهم ينتشرون إلى الشمال من قواعدهم في دمشق ويرتدون الرقع القماشية والملابس من الميليشيا السورية “لواء صقور الصحراء”. وفعل العديد من مقاتلي “لواء أبو الفضل العباس” الشئ نفسه عند قتالهم في الشمال”.
وجود النظام يعني سيطرة إيران:
وفي استخلاصاتهما حول ما ستؤول اليه الأمور، جاء في المقال:”الوقت الراهن، يبدو أن إسرائيل والأردن على استعداد للسماح بوجود الجيش السوري في الجنوب. وعلى الرغم من أنه ليس سراً أن وكلاء إيران يندمجون مع قوات النظام، إلاّ أنه لا يبدو أن ذلك يزعج البلدين المجاورين طالما أن جميع هؤلاء الوكلاء يفصلون أنفسهم عن الجيش وينسحبون بعد هجوم درعا، ومع ذلك، لا يبدو أن الضامنين المفترضين لهذا الانسحاب قادرين على ضمانه فعلاً. فقد أظهرت روسيا أنها لا تستطيع إبعاد وكلاء إيران المتواجدين على ساحات القتال. وحتى لو انسحب كل من ;laquo;حزب الله;raquo; والميليشيات الأخرى على بُعد بضعة كيلومترات من الحدود، فإن ذلك لن يبدد المخاوف الأوسع بشأن خطة إيران الاستراتيجية البعيدة المدى في سوريا. فقد انسحبت القوات الإيرانية وأعيد نشرها عدة مرات في أماكن كثيرة في سوريا، كما وأنّ أي تحرك تقوم به إيران لاسترضاء روسيا سيكون مؤقتاً دون شك، أما بالنسبة إلى الفكرة القائلة بأن الأسد سيعمل على إخراج إيران بعد تحقيقه النصر، فإن عودة قواته إلى الجنوب تعني العكس من ذلك تماماً. ففي خطوة هامة نحو تحقيق أهداف طهران الطويلة المدى، سيكون وجود القوات السورية بمثابة نقطة وصل لقوات ;laquo;حزب الله;raquo; وميليشيات أخرى لتعيد انتشارها بطمأنينة في الجنوب في أي وقت يحلو لها، من دون الاضطرار للتعامل مع جيوب المعارضة، وبالتالي، لتجنب التصعيد في جنوب سوريا، ينبغي عدم السماح لقوات الأسد بإعادة احتلال المنطقة بعد معركة درعا، ولا ينبغي الوثوق بالقوات الروسية للعمل كضامن للانسحاب الإيراني. والطريقة الوحيدة المضمونة لإبقاء إيران خارج المناطق الجنوبية وبعيدة عن الجولان والأردن ستكون من خلال إقامة منطقة فاصلة خاضعة لطرف ثالث على طول الحدود الجنوبية لسوريا. وبالطبع سيشكّل وضع معالم هذه القوة تحدياً كبيراً، نظراً لأن إدارة ترامب تعارض بقاء القوات الأمريكية في سوريا، وبسبب فشل بعثات حفظ السلام الدولية السابقة التي كانت تهدف إلى تقييد ;laquo;حزب الله;raquo; في أماكن أخرى (على سبيل المثال، قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان). ومع ذلك، فإن الخط الذي يميّز القوات الإيرانية والسورية بات أقل وضوحاً كل يوم، وأصبحت هناك حاجة ملحة لمتابعة مثل هذه البدائل”.

وكالات
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى