نائب لبناني.. يخاف الله ولا يخاف حزب الله
ربما كانت “تغريدة” بالغة الشجاعة تلك التي أطلقها النائب اللبناني زياد الحواط: “عذرًا ياسيد لانريد أن نصلي في القدس.. تعالوا جميعًا نصلي في جبيل وبنت جبيل وفي بيروت وطرابلس، في بشري، في صيدا وصور، في عالية والشوف، في عكار والقبيات.. لم نعد نتحمل ارتباطاتكم الخارجية.. تعالوا إلى لبنان”.
هي تغريدة بالغة الشجاعة أولاً لأنها تنسف المتكأ الاديولوجي الذي قام عليه حزب الله، وثانيًا لأنها تؤكد تبعية حزب الله إلى الخارج، ومن ثم لأنها وفي هذا التوقيت لابد وأن تواجه (التخوين) من غربان ودعاة الحرب على إسرائيل، اولئك الذين لم يحاربوا إسرائيل، بل كانوا وعلى الدوام حرّاسًا لحدودها ونعني حزب الله على وجه التحديد، وهو الحزب الذي لم يطلق طلقة واحدة على إسرائيل منذ عام 2000 واكتفى بشعارات لا هو قادر على حملها، ولا لبنان قادر على قبولها، فيما غرق حزب الله بالمستنقع اللبناني الذي صنعه هو وبإرادته، فالمستنقع اللبناني هو في محصلته من منتجات حزب الله، الحزب الذي طالما أعاق خروج لبنان من الصيغة الطائفية باتجاه الدولة المدنية، بتركيبته الشيعية الانتحارية الصرفة، تلك الصيغة التي تبحث عن وعدها في الخراب، فالحق والعدل لايتحققان إلاّ بخراب هذا العالم، وهو الخراب الذي وعد به فقهاء الشيعة الأمم، حيث لابد وأن يعم الخراب ليعود المهدي من غيبته، ما جعل بقية الأطراف اللبنانيةتتقوقع داخل طوائفها، فيما مشروع الدولة العلمانية / المدنية، يتوه تحت رايات حزب الله وسلاحه وقد وجه إلى اللبنانيين على الدوام بعد نشوة الانتصارات الواهمة التي حققها حزب الله، ما أخذ البلاد إلى دولة الطوائف التي لاتعني سوى دولة الفساد ورعاية الفساد وحماية الفساد، والحيلولة دون دولة عصرية، البقاء فيها لسيادة القانون والمساواة، ولا نتعاش القوى والحركات الشبابية أسوة بالعالم كل العالم وقد هدم التماثيل باتجاه عالم آخر، لا أصنام فيه.
لانريد الصلاة في القدس، هو وجدان الجزء الأعظم من اللبنانيين اليوم، بعد النهب المنظم الذي مورس على لقمة خبزهم، وبعد هيمنة حزب الله على الصيارفة واستئثاره بسلطة الدولار، مقابل حرمان الناس من ضرورات الحياة، وهو الحرمان الذي دفع ذلك الرجل للانتحار امام أعين المارة في شارع الحمراء البيروتي وهو يردد “أنا مش كافر بس الجوع كافر”، فالكفر هو حزب الله، والفساد هو حزب الله، وحامي الفساد هو حزب الله، ومادام حزب الله في لبنان لن يكون لبنان الوطن النهائي لأبنائه، ولن يكون لادولة القانون، ولا دولة المواطنة، ولا الدولة المدنية المتصلة بالعصر، وكل هذا تحت راية “سنصلي في القدس”، فيما طريق القدس بالنسبة لحزب الله يمر من الشام وريف الشام والأرياف القصية في سوريا حيث يرتكب المجازر تلو المجازر، لينقل خرابه من لبنان إلى سوريا، دون أن يعفي اليمن ولا العراق من الخراب.
ـ عذرًا ياسيد لانريد أن نصلي في القدس.
كلام بالغ الأهمية على لسان نائب لبناني يخاف الله ولا يخاف حزب الله.