حقًا هي ذي القيامة
طريق الخراب بات أكثر وضوحًا من أي يوم سبق، فالخراب السوري ابتدأ باستيلاء بشار الأسد على السلطة ومعه استولت طبقة من الرأسماليين الجدد، أولئك القادمون من السمسرة والاحتكار ونهب الموارد، طبقة من “حرّاس الهيكل” وتغوّل الأجهزة الأمنية حماية لهم ولمصالحهم، وبعدهم وعبرهم وبسببهم، دخل البلد فصائل من الظلاميين بداية بجبهة النصرة وليس انتهاء بحرّاس الدين وداعش، وهاهي سوريا تتحول إلى بلد الميليشا بدلاً من أن تكون بلاد المشمش.
وفي لبنان، ابتدأ الخراب، بجرّ لبنان إلى لعبة المحاور حتى غدا جنوبه جنوبًا لإيران لاجنوبًا للبنان، ومنه وعبره جثم الحرس الثوري الإيراني على الإدارة وعلى الوزارة وعلى صدر رئيس الجمهورية المتجه إلى قبره بفعل أعراض الزهايمر، والاعتداد بالصهر وقد تحوّل إلى زوج للبلاد كل البلاد، بعد أن كان صهر الرئيس بمفرده.
وفي العراق، ابتدأ الخراب بصدام حسين ومدفعه العملاق، ووزير إعلامه وقد أنتج مصطلح (العلوج)، فتحوّل ورئيسه إلى (علوج) في محاكمات ماراتونية انتهت بالمشنقة، ومع المشنقة احتلال امريكاني ومن ثغراته كان الاحتلال الثاني ونعني به الاحتلال الإيراني وقد حوّل بغداد إلى ساحات لطم، ومع لطمياته غرق العراق بالفساد ونهب الموارد والاقتتال الأهلي وسطوة الميليشيات وحرّاس المقابر ولم يتبق من دجلة نقطة ماء لناقة عطشى.
وفي اليمن، دخل الملالي، ومع دخولهم ذهبت اليمن إلى حرب، بات فيها سلاح (الجرب) و (الجوع) و (الكوليرا) سلاحًا اكثر فتكًا من النووي.
أما عنليبيا فهاهيتغرق ما بعد هذيانات القذافي واجتثاثه وحكمه، تغرق باللعبة الدولية وبالمرتزقة الذين شحنهم رجب الطيب أردوغان إلى البلاد، بما لايعلم سوى الله إلى أين ستذهب ليبيا ونحو أي شكل من التقسيم بعد الاحتراب الأهلي ستصل.
ومع كل بلد من البلدان العربية نقطة زيت لا نعلم كيف ستتفشى لتنقل (زفرها) إلى محيطها، والخوف كل الخوف على مصر ما بعد نكبتين اثنتين ستواجههما:
ـ دخول جيشها في حرب الصحراء المكشوفة، والمؤكد أن أقصى ما يسعى اليه الأتراك نزع القيادة الإسلامية عن مصر ومن ثم السعودية عبر الحرب الليبية وإنهاك جيشها.
والثاني حرب المياة وسد النهضة لن يكون سوى تجفيف لمصر التي لن تكون مصر إلاّ بنيلها.
والنتيجة:
ـ هي ذي القيامة وقد قامت من حولنا.
شمالاً وغربًا وجنوبًا ووسطًا، ولا نعلم على وجه اليقين ما حال الجهات الخمسة الأخرى.
هي القيامة.
حقًا هي القيامة.