وهكذا ينهار لبنان
وفي انهيار شمعة المتوسط، وتاجه، ثمة الكثير الكثير من الأسباب، ربما تجلياتها تبدأ بالرئيس أولاً، فالرئيس وحسب من يعرف يومياته:
ـ يحلو له النوم، بفعل العجز الجسدي، ولا ملامة عليه إن أطال النوم.
ـ والرئيس يباغته النسيان، ولا ملامة عليه، فخزّان الذاكرة بات مثقوبًا وأيضاً بفعل العجز، وكذلك لاملامة عليه.
ـ والرئيس يقاد بالصهر، وكذلك لاملامة عليه، فالصهر يساوي الابن.
ـ والرئيس لم يكن رئيسًا للبنان، كل لبنان، فهو رئيس لتيار، حتى ولو ذهب لبنان إلى جهنم، وكان قد بشّر اللبنانيين بجهنم.
ـ والرئيس هو العازف الاحتياطي في جوقة حزب الله، وحزب الله يعرف بالتمام والكمال متى ينزله عن الخشبة، ومتى يرفعه اليها.
هذا عن الرئيس، فماذا عن لبنان؟
لبنان الجيش، مهمّش ومغيّب، ومرهون لسلاح حزب الله، أما سلاحة فبالقطّارة، وحتى ما يأتيه بالقطّارة من سلاح، فهو سلاح فاسد لايحسن إطلاق النار.
ولبنان الأحزاب، هو كتلة من خماسي فاسد، تحكمه الطائفة، وزبائن المصرف، فيما زعماء طوائفه رجال مال، أما طوائفهم فقد باتوا جوعى الخبز، وضحايا المرض، والمعفيون من المدرسة والجامعة لعجز في اليد، وفقر لاتعتريه شائبة ولا يغطيه ستار.
ولبنان الدولة، وقد احتفلت بمئة عام على الولادة، لم تشهد ولا عام واحد خارج الارتهان، مرة لفرنسا، وثانية لسوريا (عنجر)، سوريا جهاز الاستخبارات، وهاهي رهينة لإيران، وأي ارتهان؟
ارتهان لقوى اللطم والسواد، وقد بات لملالي ايران جزيرة أن لم تكن جزرًا، جزيرة الضاحية حيث الأدغال والسلاح، وجزيرة بعلبك حيث حقول المخدرات، ومع كل جزيرة سلاحًا يحمي الجزيرة ويلقي بثقله على ناس لبنان كل لبنان.
وبالنتيجة، فساد في مكان، واحتلال في مكان، وتعطيل لكل الأمكنة، وليس بعيدًا أن تكون الحرب آتية، وبأوامر من حزب الله الذي إذا ما تهدّم لبنان فتلك غايته، وذلك برنامجه، وتلك جنته، فالجنة بالنسبة لحزب الله هي االدمار ومن ثم الدمار وثالثها الدمار، واليوم:
ـ الأتراك في طرابلس، يجددون خلافتهم هناك.
ـ الإيرانيون يمتدون بهلالهم الشيعي الذي لن يكون إن لم يصل في امتداده الى لبنان.
وسلطة عنجر التي أزاحتها انتفاضات 2005 مابعد اغتيال الحريري تعود عبر خطوط التهريب، وعبر سفارتها في لبنان لاعادة الاعتبار لنظام سقط في سوريا، وغرفة انعاشه في لبنان، وبالنتيجة، هكذا يحصل الخراب.
خراب لن يكون ما بعده عمّار، وما على اللبنانيين سوى ركوب البحر وترك بلادهم لـ :
ـ رئيس نائم.
ـ أحزاب فاسدة.
وسلاح لن يتوانى لحظة عن الاطلاق على اللبنانيين كل اللبنانيين وهو يزغرد :
يا حسين.. ياحسين.