ضبّي زوجك يا أسماء.. ضبيّه
لعارضات الازياء مستشاريهم، مستشارون يعلمونهن الإطلالة على المسرح وكيفية تقديم العرض للجمهور، وللاعبي السيرك كذلك، وللمذيعات التلفزيونيات ذات الأمر، وكذلك للسياسي، القائد، خصوصاً إذا اقترن اسمه بـ “الفذّ” كما حال بشار الأسد، الذي أثبت أنه ليس فذّاً لا بإدارة ازمة ولا بقيادة بلد، وليس فذّاً حتى بمعطيات الطبيعة التي تملّي على المخلوق أيّ مخلوق، أن يقف في حضرة الكارثة إما صامتاً وإما مفجوعاً، وفي الحد الأدنى “منافقاً” يتعاطف مع أوجاع الناس، خصوصاً إذا كان هذا (الناس) من أبناء شعبه.
بعد خمسة أيام من الكارثة السورية أطلَّ على الناس، محتفِلاً، بشوشاً، حتى أنك لو تابعت الصورة باستقلال عن الحدث، فقد تظن أنه جاء محتفلاً بـ “بطهور” ابنه، أو بنيله جائزة.
الناس كلّ الناس، يتساءلون:
ـ أليس في القصر من يدرّب رئيساً على الإطلالة على جمهوره؟
والناس كلّ الناس يتساءلون:
ألا يطرح الموت والكارثة السؤال الأزلي المتصل بالوجود على رجل يُفترض أن يكون وجوده متصلاً بوجود شعب هو زعيمه وقائده؟
والناس كلّ الناس باتوا على ثقة بأن في هذا الرجل اختلالات عاطفية وأخلاقية وسيكولوجية لابد وتمنعه من رعاية قطيع ماعز فيكف الحال بقيادة شعب يتنقل من كارثة إلى كارثة، وليس من كارثة إلاّ ولأبيه إصبع فيها أو راحة يد أو الذراع بكامله.
حدث الزلزال فأسقط آلاف القتلى، ومعهم أسقط هذا الرجل، حتى بات في نظر شعبه مبعثاً للسخرية، وهي السخرية التي لاتستدعي الضحك وإنما تستدعي السؤال:
ـ كيف لشعب أن يسلّم مصيره لرجل كهذا، وقائد كهذا، وهذا هو الاختبار الاكثر وضوحاً، أقلّه عن قراءة البعد العاطفي للرجل؟
بعد هذا، ما الذي ستكون عليه مواقف الأمم من الكارثة، وكيف ستمد يدّ العون إلى شعب منكوب إذا كان رئيسه يحتفل بالمجزرة، كما لو كانت مصدراً للفرح؟
لن نُطيل أكثر لنقول:
جالب الكوارث لن يحفل بالكارثة، فإذا ما أحصينا الكوارث التي حملها معه إلى السلطة فـ:
ـ مجرد إطلالته كارثة.
ثمة من يتقدّم بالنصيحة، إلى “سيّدة الياسمين”، التي لم تزرع ياسميناً، ويبّست البلد:
ـ ضبّي زوجك يا أسماء، ضبّيه، احجري عليه.. عيب عليكما.