الحرب على إيران.. هل ستكون موشكة؟
كلّ المؤشرات تحكي بأن “حرب القرن المقبلة” ستكون بمواجهة إيران، فالكلام عن ملفها النووي بات برسم الماضي، والظرفان الدولي والإيراني ملائمان لهذا.
على المستوى الدولي، يعلم الغرب بأن امتلاك إيران لقنبلة نووية يعني فيما يعنيه:
ـ خلق كوريا شمالية جديدة ولكن في الشرق الأوسط.
هذا أولاً، أمّا ثانياً فتحالف إيران مع موسكو بمواجهة الغرب سيعطي الغرب ما يكفي من الدوافع لمواجهة إيران عسكرياً.
وحين يكون الكلام عن حال إيران من الداخل، فالإيرانيون بقومياتهم وإثنياتهم المختلفة باتوا جاهزين للترحيب بإسقاط نظام الملالي بأية وسيلة، بعدما واجههم الحرس الثوري الإيراني بالحديد والنار لقهر “ثورة الصبايا”، واستمراره بطريق العنف الدموي الذي لم يتوقف للحظة.
هذا من جهة، ولكن ثمة ماهو أكثر، ومما هو أكثر أن المؤسسات العسكرية الإيرانية، والجيش على وجه التحديد، لن يعوزه الترحيب بإسقاط هذا النظام وقد بات “الحرس الثوري” يلوي ذراع الجيش، ويضعه في مواجهة الحائط.
إيران، من غير هذا وذاك، ستكون حالة مهدِدة لأمن الخليج، وأمن الخليج هو بالتأكيد مسألة أمنية تمسّ أمن الولايات المتحدة، ولن يكون بوسع الإدارة الأمريكية السماح بتهديده أو المسّ فيه.
وكلها دوافع وأسباب ستسمح بعملية عسكرية، لاشك بأنها مكلفة، ولكن وأيّ بلغت تكلفتها لن تكون أكثر تكلفة من الحرب على العراق، بفارق حجم العداء ما بين الإدارة الأمريكية ونظام الملالي، وهي أعلى شدّة من عداء الولايات المتحدة لصدّام حسين، وأطول زمناً.
حرب كهذه لابد وتستلزم أسباباً مباشرة، ونعني بالمباشرة كبسولة الانطلاق، وهذه الكبسولة لاشك متوفرة اليوم كامتداد للحرب الروسية الأوكرانية من جهة، وللحروب المتفرعة التي تنتجها إيران عبر أذرعها في العراق أولاً وفي اليمن ثانياً وبلبنان عبر تواجد “حزب الله” واستقوائه على الدولة.
إذا ماوقعت هذه الحرب، ومهما بلغت تكلفتها، وستكون تكلفتها هباضة بلا شك، ستأخذ العالم كل العالم إلى مصير آخر، أقلّه أكثر أمناً، ومن يعرف حقيقة الأرض الإيرانية، يعرف بالتمام والكمال أن الإيرانيين لابد وسيرحبون بالخلاص من نظام على هذه الدرجة من الدموية البشاعة، وما مِن وسيلة للخلاص منه سوى اجتثاثه بالقوّة.
حرب مقبلة ستحدث.. متى؟
هو السؤال. ولكنها واقعة و “دون ريب”.