لزوم مايلزم لدولة الملالي.. لزوم مايلزم لدولة الحاخامات
نبيل الملحم
الكل يريدها “نصف حرب”، فلا الإسرائيليون قادرون اليوم على المجازفة بحرب من الصعب التحقق من نتائجها، ولا الإيرانيون سيتخلّون عن مكتسبات نالوها وربما أبرزها “التهدئة مع محيطهم العربي”، أوضحه التوافقات على حسن جوار مع المملكة العربية السعودية.
الكل يريدها “نصف حرب”، وليس من بينهم من يريدها حرباً واسعة أو تطبيع وصيغة سلام.
نصف الحرب مريحة لكلا الطرفين، أقلّه لأن كل من الطرفين أصاغ هويته على مقولة “العدو وراء الأسوار”، هذا دون غض النظر عن الوعد الإلهي لكل من الطرفين، فالوعد يقول بـ “الخراب” ليكون من بعده “المهدي المنتظر” بالنسبة للإيرانيين، و “الخراب” ليكون من بعده “المسيح الفادي” بالنسبة للإسرائيليين، غير أن صيغة “نصف الحرب” لن تجلب أيّ منهما، لا المهدي ولا المسيح، وبالنتيجة فلا هذا مستعجل ولا ذاك، لتترك المنطقة في صيغة حائرة.. المستقبل فيها معطّل لحساب الماضي، والخواء يسيطر على المنطقة كل المنطقة ويعفي اي من المتحاربين من الانهيار.
في إسرائيل، وصلت التناقضات ذروتها، حتى باتت مهددة لأكثر المؤسسات الإسرائيلية تماسكاً ونعني الجيش والاستخبارات، وليس بالأمر البعيد أن تنقل الشاشات حرب شوارع قد تطال إسرائيل.. حرب شوارع ما بين إسرائيلي وإسرائيلي، هذا عداك عن البعد الفلسطيني في هذا الصراع.
وفي طهران، يخطئ من يظن بأن “ثورة الصبايا” قد ألقت شعاراتها وصرخاتها على قارعة الطريق.
وبالنتيجة فلهذا مصلحة جدية في ديمومة الاشتباك، ولذاك مصلحة جدية في ديمومة الاشتباك، فإذا مافقد أي من الطرفين “العدو” فلهذا معنى واحد:
ـ خسارة الدلالة.
فـ “دلالتي” بعدوي، على هذا قامت الخمينية وانتصرت، و “دلالتي بعدوي” وعلى هذا بنى آباء إسرائيل “الدولة”، وهكذا بات الشرق الأوسط اليوم محكوم لخصمين متشابهين، وهكذا لم يتبق من العالم، كل العالم من دولة “دينية” سواهما :
ـ إيران وإسرائيل.
كلاهما يقاتل من أجل وعد لن يأتي ، ويعرف أنه لن يأتي، غير أن الوعد لابد ويكون:
ـ لزوم مايلزم لدولة الملالي.. لزوم مايلزم لدولة الحاخامت.