عودة بـ “لكن”، هل بوسع الأسد قبولها؟
مرصد مينا
ليست عودة بلا شروط، فعودة بشار الأسد إلى جامعة الدول العربية، تتطلب أقلّه الموافقة على مجموعة من الاشتراطات من بينها الاشتغال على تطبيق بيان جنيف 2245 والمتضمن فيما تضمن عودة المهجرين، والانتقال إلى هيئة حكم، والافراج عن المساجين السياسيين، وإخراج القوات الأجنبية، وكلّها شروط لو توفرت ماقبل 2011 لما بلغ حمّام الدم السوري ما بلغه، ولهذا لم يلق بيان عودة سوريا الى جامعة الدول العربية ما يكفي من الترحيب على مستوى الإعلام السوري كما على بيان خارجيتها، فيما ستكون مشاركة سوريا في اجتماع جامعة العربية المقبل في الرياض موافقة ضمنية على هذه الاشتراطات، دون نسيان “الكبتاغون” وكان واحداً من الشروط التي جاءت في بيان الجامعة، مع الأخذ بالاعتبار مجمل الدوافع التي دفعت المملكة العربية السعودية للعمل على إعادة سوريا لجامعة الدول العربية، بعد حرب طويلة خاضتها بمواجهة النظام، والدعم اللامحدود الذي قدمته للمعارضات السورية حتى عام 2015 وهو العام الذي ابتدأت فيه المملكة تستشعر الخسائر الهائلة بمواجهة الإيرانيين والروس في سوريا، وهما القوتان اللتان سمحتا للنظام بتحقيق “نصر عسكري” على حساب دمار المدن والناس.
واليوم تعود سوريا إلى جامعة الدول العربية ولكن ماذا عن الشروط؟
ـ أولاً، ما من عاقل يستطيع تصديق أن بشار الأسد سيخرج القوات الأجنبية من بلاده، فإذا مارغب فلم يكون باستطاعته، وهنا ستكون المسافة ما بين القدرة والرغبة مسافة شاسعة، أقلّه والإيرانيون قد باتوا يتحكمون بأجزاء واسعة من الأرض وبأجزاء واسعة من الجيش والقوات العسكرية، وكذا حال الروس الذين تملّكوا المتوسط بامتلاكهم لبشار.
وما من عاقل بوسعه تصوّر أن يشتغل بشار على بيان جنيف الذي يعني مشاركة المعارضة بالسلطة، وهو الذي “لايقبل بشريك له” من حاملي الجنسية السورية.
وما من عاقل بوسعه تصديق “عودة اللاجئين” بترحاب من بشار الأسد، اللهم إلاّ اذا أخذ أثماناً باهضة مقابل هذه العودة، وحين يأتي الكلام عن المساجين السياسيين فسيكون على النظام تبرير تغييب الآلاف ممن لايعرف مصيرهم، أو هكذا سيدّعي.
المملكة اشتغلت على إعادة النظام لجامعة الدول العربية، مرة ثانية ولكن بشروط.
هذه “لكن” ستكون موضوع الغد فيما يتعلق بالمسألة السورية، و “لكن” من اختبر قرارات جامعة الدول العربية، لابد ويذهب إلى الاعتقاد أنها قابلة لـ “تبلّ بالماء” وإذا ماحدث هذا فعلى السوريين ابتلاع نقيعها.
ـ نقيع الحبر والورق.