احفظ الدرس ياغبي
ـ ما الذي على السوريين اليوم، وبعد “قمة عربية” احتضنت (رسمياً) بشار الأسد؟
بعد إحصاء قتلاهم (وثمة أرقام تشير إلى 600 الف قتيل)، لابد من (تصفير العداد)، والعودة إلى مراجعة التجربة التي تقتضي فيما تقتضي:
ـ الاتكاء على الخارج أيّ كان الخارج، رهان بائس خاسر، فالخارج يشتغل لحساب الخارج.
ـ المعارضة إذا لم تقدّم نموذجها المتجاوز لنموذج السلطة ومثالها، تثبّت أركان السلطة، وتضيف بدكتاتوريتها دكتاتورية جديدة على جمهور االناس، فتضاعف اللعنة، وهذا ماحصل، ومراجعة لما أنتجته هكذا معارضة لابد وتقود إلى هكذا نتائج.
ـ الاحتكام إلى السلاح، يعني منازلة الخصم على أرضه، وبالتالي ستكون منازلة خاسرة، تدمّر البلد وتنصر النظام.
ـ التخلي عن داء الإنكار، فالحقائق أي كانت قسوتها أرحم من الأوهام أيّ كانت تجلياتها، وإدارة الظهر إلى الحائط لاتسقط الحائط، وهنا لابد من التمييز مابين الرغبة والحقائق، فأن ترغب، فارغب كما تشاء، أما أن توّصف فثمة مشهد إذا لم تلتقطه عينيك فأنت أعمى أو أعور.
ـ الثورات لاتجتمع والمال السياسي، ذلك أن أحدهما مفسدة للآخر، وحدث الفساد وطال المعارضات السورية فغرق بها، وبغرقه منح النظام كل الغطاءات اللازمة ليشرعن فساده.
واليوم:
ـ النظام انتصر على الناس، والبلد دمار، وليس أمام قوى التغيير سوى أن:
ـ تغيّر نفسها أولاً.
ـ تستعيد جاذبية النضال السلمي بما يعني الاحتكام للعقل في مواجهة إن لم ينتصر لها العقل، تأبدت الفوضى.
سوى ذلك سيكون الغرق ليتلوه الغرق.
وذات يوم كان لـ “لينين الرملي” المسرحي المصري مسرحية عنوانها:
ـ احفظ الدرس ياغبي.
المسرحية تحكي عن قرد يتعلم اللغة.