لبنان.. خيرة الخيارت
مرصد مينا
انخفضت مخاوف اللبنانيين من انتقال بلدهم إلى حرب واسعة مكشوفة مع إسرائيل، دون أن تنتهي، غير أن خط الدخان الذي تتركه الطائرات الحربية الإسرائيلية، تبدو واضحة ومستفِزة لمن يقف في مساحة ما من جبل الباروك، الأكثر تنوعاً وغنى بالأشجار الحراجية المحمية دولياً وبرعاية وليد جنبلاط فيما يدعى “محمية الباروك”.
في بيروت سيتابع المتريضون مساء رياضة الهرولة، دون أن تعيق رياضات المساء الماكياجات الفاقعة لمهرولات لابد وينتمين إلى الطبقة الوسطى اللبنانية التي لم يتبق منها سوى كمشة ممن نجو من سطوة المصارف ولصوصها، أما الضاحية الخاضعة لسطوة “حزب الله” فلابد أن الفقر يتضاعف فيها، وكلما تضاعف فقرها زاد ابتعادها عن “حزب الله”، بما يجعل “حسن نصر الله” مُحرَجاً في خطاباته المطولة التي لابد وتفتقد إلى جمهورها الهاتف بحياة “السيد” وحزبه، وثمة من يعتقد من البيئة “الشيعية” حصراً أن “حزب الله” في طريقه إلى التقلّص وقد فرضه تقلّصه أمران متجاوران:
ـ رفض معظم اللبنانيين دخول الحزب الحرب لتوسيعها بما يؤدي لخراب لبنان.
وانهيار مبرر الحزب إن لم يستخدم سلاحه في الحرب الأكثر جديّة في تحديد “وجود” إسرائيل من “فنائها”، وهو الحزب الذي طالما وعد بـ “إسرائيل بيت العنكبوت”، ما يجعل مبرر وجود الحزب يتضاءل يوماً وراء يوم، فيما الحياة في شارع “الحمراء” قد بدت “جنازة” للسوق وكان ذات يوم معرضاً دائماً لآخر أزياء العصر التي تتجول فيه في سباق مع دور أزياء باريس.
ناس لبنان اليوم، يقفون على المفترق الأكثر خطورة من بين المفارق الأكثر حدّة في اختيار دور البلد الذي رُسِم على يدي “سايكس وبيكو” ليكون البلد الدور لا البلد “الأمّة”، وهكذا بات الدور اليوم في ثلاجة الاختيارات:
ـ الحرب أم الأذرع المكتوفة المتصالبة.
والمرجّح أنه إذا ما اختار تفعيل العتاد الحربي فلابد أن يعاد إلى “العصر الحجري”، دون التقليل من إمكانية الحاق أكبر الضرر بإسرائيل، ليشكّل إذا ما تدخل نواة لحرب عالمية تعبيراتها في الأذرع لا في المراكز، فلا الإيرانيون جاهزون لاستخدام صواريخهم طويلة المدى، ولا الروس قادرون على قص شريط جبهة تضاف إلى جبهاتهم في أوكرانيا، فيما “آيزنهاور” لاتبتعد اذرعا عن الشواطئ اللبنانية، وحتماً لم تأت ببحارتها في نزهة لاستطلاع رمال الشواطئ وشاليهات البحر المخصصة للمتنزهين على الشواطئ اللبنانية الممتدة من الروشة إلى آخر الشاطئ اللبناني الشمالي، فيما شاطئ جنوبه قد تحوّل إلى متسع لعشوائيات حزب الله من “الدكاكين” التي لا تشبه المدينة.
أيام لبنان اليوم، هي أيام الواقفين بانتظار من يقلّهم إلى واحدة من ضفتين:
ـ حرب تنتهي أقلّه بتدمير الضاحية وإيلام الحاضنة الحاملة لحزب الله.
أو الوقوف عند “قواعد الاشتباك” تلك التي تعني:
ـ إخراج “حزب الله” من شرعيته التي لم تعن يوماً سوى:
ـ شرعية السلاح.