fbpx

اكتشافات أثرية.. الجزائر مهد البشرية

أعلن مؤخرا في الجزائر عن اكتشاف أدوات حجرية وبقايا عظام حيوانات في الجزائر يعود عمرها إلى 2.4 مليون ‏سنة‎.‎‏ وهو ما خلف تساؤلات بشأن كون الجزائر مهدًا للبشرية إلى جانب موقع “غونا” في إثيوبيا.‏ فريق البحث، بإشراف الجزائري محمد سحنوني، كشف أنّ ثاني أقدم تواجد بشري في العالم هو بموقع عين بوشريط في ‏منطقة عين الحنش بولاية سطيف شرقي الجزائر‎.‎ وقال فريق البحث إنّ عمر الأدوات الحجرية وبقايا عظام الحيوانات المكتشفة يبلغ مليونين وأربعمائة ألف سنة، بحسب ‏دراسة نشرتها مجلة‎ “science” ‎العلمية الأمريكية‎. ‎ وتتمثل الأدوات في حصى مهيأة وكرويات ونويات ومكاشط وشظايا ذات حواف حادة استخدمت في تقطيع الكتل ‏الحيوانية تشبه الأدوات الحجرية المكتشفة في موقع “غونا” بإثيوبيا‎. ‎ كما تم اكتشاف هياكل حيوانات منقرضة في المنطقة مثل الفيلة وفرس النهر وحيد القرن والزرافات‎. ‎ وتفيد الدراسة بأنّ هذا الموقع يمثل أقدم تواجد بشري في شمال إفريقيا، وثاني أقدم تواجد بشري في العالم بعد موقع ‏‏”غونا” الإثيوبي (مليونان و600 ألف سنة‎). ‎ على “تويتر”، غرد وزير الثقافة الجزائري، عز الدين ميهوبي، بقوله: “ابتداء من اليوم سيؤرخ التاريخ بـ2.4 مليون سنة ‏للوجود البشري بشمال إفريقيا. وما زال البحث متواصلا‎”.‎ وكتب الوزير في تغريدة سابقة: “إنجاز علمي تاريخي حققه فريق بحث جزائري معزز بباحثين من إسبانيا وفرنسا ‏وأستراليا‎”. ‎ وقال:” أثبتت الحفريات التي أجريت بموقع عين بوشريط أن الوجود البشري في شمال إفريقيا يعود إلى 2.4 مليون سنة، ‏بعد موقع غونا الإثيوبي، الذي يعود إلى 2.6 مليون سنة‎”.‎ وأثار الاكتشاف تساؤلات حول إمكانية أن تكون الجزائر مهدًا للإنسانية، بعد شرق إفريقيا وتحديدًا موقع “غونا”، أو مع ‏البحوث القادمة تكون هي المهد الأول للإنسانية، وليس الثاني‎. ‎ وقال دراجي عبد القادر، عضو فريق البحث صاحب الاكتشاف، أنّ “كل الأبحاث حول ما يسمى بالاستقرار الأول ‏للإنسان، الذي كان متمركزًا في إفريقيا الشرقية والجنوبية، جعلت الباحثين يعتقدون أنّ الإنسان عّمّر منطقة شمال إفريقيا ‏في وقت متأخر، أي قبل قرابة 600 أو 700 ألف سنة‎”.‎ وأضاف: “منذ 30 سنة حاولنا تطبيق مناهج البحث الجديدة في الحفريات المتواصلة، وهو ما قادنا إلى معرفة الجوانب ‏الثقافية والبيئية والنباتية والحيوانية في هذا الموقع‎”.‎ وأردف: “استخدمنا المناهج الجيولوجية ومناهج لتدقيق هذه التواريخ الموجودة على مستويين أساسين في عين بوشريط، ‏وهي 2.4 و1.9 مليون سنة‎”. ‎ ومضى قائلًا إنه “ممكن جدًا في الأبحاث الجارية والقادمة اكتشاف مستويات أقدم من 2.4 مليون سنة‎”. ‎ وأوضح أنّ مشروع البحث حول “أقدم تعمير بشري في شمال إفريقيا بدأ عام 1993، تحت إشراف الجزائري محمد ‏سحنوني، وبمشاركة باحثين وعلماء آثار من فرنسا وإسبانيا وأستراليا ودول أخرى وطلبة جزائريين‎”. ‎ فيما قالت الباحثة في الآثار، فايزة مرياش، إنّ “الاكتشافات الأخيرة في سطيف تم التوصل إليها قبل أكثر من 3 سنوات، ‏وليس يوم الإعلان عنها عبر نشر الدراسة الخميس الماضي‎”.‎ وأضافت مرياش: “يمكن القول إن موقع عين بوشريط هو أقدم مهد للبشرية في شمال إفريقيا‎”.‎ وشددت على أنّه بـ2.4 مليون سنة التي أعلن عنها تستحق الجزائر فعلًا أن تكون مهدًا للإنسانية، بعد موقع “غونا” ‏الإثيوبي‎.‎ ورجحت أنّ الدراسات في هذه المنطقة الجزائرية بكل مواقعها ستعطي في المستقبل نتائج تجعلها أقدم بكثير من 2.4 ‏مليون سنة، لتصبح الجزائر المهد الأول للإنسانية‎. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى