fbpx

من دمّر ثورتكم سواهما؟

يتابع الإعلام القطري الندب على ما آل إليه الربيع العربي، من حركات شعبية تطمح إلى الحرية والكرامة الإنسانية، إلى حروب زواريب تتنقل من مكان إلى مكان، وهو ما آلت إليه أحوال سوريا وليبيا كمثالين واضحين عن المآل. وفي نواحه ذاك، يقفز الإعلام القطري على حقيقة أن هذه النتيجة هي من صناعة العاصمتين الحليفتين أنقرة ـ الدوحة، حيث كانت الأولى ممرًا للسلاح، والثانية ممولة وراعية له، وهو السلاح الذي لم يقع سوى بأيدي التنظيمات الأكثر توحشًا في تاريخنا المعاصر، وهي تنظيمات مشتقة من “القاعدة”، أو وليد شرعي للقاعدة، وربما تجاوزت “القاعدة” في هتكها لكل القيم الإنسانية، وبطبيعة الحال ليس “داعش” وحده من تنطبق عليه هكذا صفات. مع كل يوم، تظهر وثائق وحقائق جديدة توضح طبيعة الدورين القطري/ التركي، وربما من آخر ما كشفته الوثائق، (ولن يكون آخرها بطبيعة الحال)، تلك المعلومات التي أوردها الصحفي التركي عبدالله بوزكورت، وهو صحفي لامع ومتابع، ومن بين تلك الوثائق، وهي واحدة من آلافها، يؤكد الصحفي التركي مسار تلك الأسلحة التي وصلت إلى تلك التنظيمات، ومما كشفه في حوار مع صحيفة ذا إنڤيستيجيتيڤ تلك الكيفية التي كانت حكومة رجب طيب أردوغان تؤجج وتغذي عبرها النزاع المسلح في سوريا عن طريق المخابرات التركية التي كانت مخولة بذلك من قبل الرئيس أردوغان شخصيًا للقيام بتنفيذ مجموعة من المهمات الخاصة، بين مطار العاصمة التركية وصولاً إلى المحافظات الحدودية بين سوريا وتركيا، حيث كان يتم من هناك نقل هذه الأسلحة إلى هذه المجموعات الإرهابية، وعلى أجنحة الطيران القطري التي تفرّغ حمولاتها في الزوايا المعتمة من المطارات التركية ومن بينها مطار أسينبوعا. وكان الصحفي التركي، قد أورد معلومات تفصيلية ومن بينها أن شحنات الأسلحة هذه كانت تفّرغ في مكان غير مزدحم “في مدرج رقم 5 بعيدًا عن الأعين وفي مكان منعزل تمامًا من المطار التركي”، ومن هنا كان يشرف على شحنات الأسلحة ضباط الاستخبارات المعنيين في المطار وكانت شحنات الأسلحة تنقل إلى مدرج المطار لتوضع إلى جانب الطائرات، ثم يتم نقل الأسلحة إلى المحافظات الحدودية التركية”، لتسلّم لاحقًا إلى تنظيم “داعش” وسواه من التنظيمات الإرهابية. رجب طيب أردوغان، كان قد رسم لنفسه وبلاده دور حاضنة الإرهاب الدولي، وبطبيعة الحال، كان قد رسم للدور تفاصيل تتجاوز الطربوش التركي لترتدي البرنيطة الأوربية، كذلك تجاوز دشداشة “طالبان” ليرتدي ماركات مدنية تعصف بالأناقة، غير أنه وما أن تتكشف الحقائق حتى يتضح ساطور أردوغان وقد حزّ فيه رقاب السوريين، أما عن قطر، فما لاشك فيه أنها الإمارة التي لاترتدي سوى الفضفاض عنها، لتلعب في حقول الألغام وتزرعها في سوريا، وليبيا، بل في مجموعة من دول ربما تبتعد عن الدوحة آلاف الكيلومترات، فهاهي اليوم تلعب في اثيوبيا بعد أن لعبت في سوريا وليبيا. ثمة مثل يقول:”الحَبَل بالسرّ، ولكن الولادة على الأسطوح”. تلك هي الحقيقة التي تتضح يومًا بعد يوم. ـ قطرـ تركيا، لاعبين بدماء شعوب المنطقة. سوريا كانت ملعبهم، وليبيا أيضًا، ولا بد أن الحبل على الجرّار. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى