النيل يواصل حصد الأرواح.. 88 قتيلا و19 الف منزل مدمر
مرصد مينا – السودان
واصل نهر النيل في السودان تسجيل مناسيب غير مسبوقة واستمر تدفق المياه على الشوارع الرئيسية في العاصمة الخرطوم، كما غمرت طرق قومية.
واعلنت إدارة التأهيل والصيانة بالهيئة القومية للطرق والجسور رفع درجات الطوارئ للحد الأقصى، مؤكدة نشر فرق العمل في كل المواقع على مدار الـ 24 ساعة.
وقالت الهيئة في بيان إن طريق التحدي الخرطوم شندي عند منطقة ود رملي وطريق الخرطوم مدني في منطقة الجديد الثورة تعرضا للغمر بمياه الفيضان.
منسوب نهر النيل في العاصمة الخرطوم ارتفع إلى 17.48 مترا محطما الأرقام القياسية التي سجلها خلال الأعوام المائة الماضية والتي بلغت 17.26 مترا في العام 1946.
وشهدت العديد من مناطق السودان فيضانات عارمة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مما زاد من الخسائر المادية والبشرية لموجة الفيضانات الحالية التي بدأت في نهاية يوليو الماضي.
وفقا لإحصاءات صادرة عن المجلس القومي للدفاع المدني، فقد بلغ عدد الضحايا 88 قتيلا فيما تعرض نحو 19 ألف منزل للدمار الكامل، و34 ألفا لانهيار جزئي، بينما غمرت المياه قرى باكملها في مناطق في شرق الخرطوم.
ويتزايد الخطر على مدار الساعة وبات يهدد حتى منطقة الوزارات والمؤسسات الحكومية القريبة من مجرى النيل الأزرق في وسط الخرطوم، حيث بدأت المياه تتسرب إلى تلك المناطق لكن بشكل قليل يمكن السيطرة عليه.
وفي ظل الارتفاع غير المسبوق لمنسوب النيلين الأزرق والأبيض باتت معظم مناطق الخرطوم تحت تهديد الفيضانات.
وتحاول قوات الدفاع المدني مسنودة بمئات المتطوعين من السكان وضع المتاريس للحد من الخسائر، في وقت تشهد فيه العاصمة السودانية ومدن البلاد الأخرى تدهورا كبيرا في الخدمات والبنايات التحتية والمعينات الصحية اللازمة للتعامل مع مثل هذه الحالات.
لجنة الفيضانات بوزارة الري والموارد المائية جددت تحذيراتها من تواصل ارتفاع مناسيب النيل خلال اليومين القادمين لتسجل أرقام غير مسبوقة، مشيرة إلى أن محطات الرصد الأرضية وصور الأقمار الاصطناعية بالهضبة الأثيوبية والسودان أشارت الى أن متوسط الأمطار في أعلى حوض النيل الازرق في أيام 26 و27 و28 أغسطس ستؤدي لزيادة في وارد محطة الديم عند الحدود السودانية-الأثيوبية، ليوم الأحد، ليكون وارد النيل الأزرق في حدود 967 مليون متر مكعب.
بينما تؤدي الأمطار في حوض نهر العطبراوي إلى ارتفاع في إيراد أعالي نهر عطبرة في اليومين القادمين.
ودعت لجنة الفيضانات الجهات المختصة والمواطنين اتخاذ الحيطة والحذر حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم، واتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر والالتزام الصارم بإجراءات وإرشادات السلامة المرورية حفاظاَ على الأرواح ومنعا لوقوع الحوادث المرورية.
وفي الخرطوم يتواصل تدفق المياه في العديد من الاحياء القريبة من النيل مع ارتفاع مناسيب النيل وفروعه الى مستويات قياسية ما أدى الى تدمير عشرات المنازل وتشريد مئات المواطنين.
وغمرت مياه الفيضانات منطقة ود رملي التي تبعد نحو 40 كيلومترا شمالي الخرطوم بشكل كامل، مما أجبر سكان المنطقة على النزوح إلى مخيم مؤقت في الجوار.
وقالت وزارة الري السودانية إن منسوب مياه نهر النيل في الخرطوم سجل أعلى مستوى له في غضون 100 عام وبأكثر من 17 مترا، وحذرت من فيضانات مدمرة قد تستمر لنحو أسبوعين.
من جهة أخرى، وجه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان السلطات السبت بإنشاء غرف طوارئ خاصة لترتيب مساعدات للمتضررين من السيول والفيضانات.
وخلال تفقده للمتضررين بمنطقة الكلاكلة جنوب العاصمة بصحبة عدد من المسؤولين، تعهد البرهان بتوفير الاحتياجات اللازمة للمتضررين.
البرهان تعهد أثناء طوافه على المناطق المتأثرة بالسيول والفيضانات، بمنطقة الكلاكلة القبة، بمحلية جبل أولياء، بتوفير الاحتياجات اللازمة للمتضررين من السيول والفيضانات.
