fbpx

طهرن.. اللعب على أرض الغير

اللعب على أرض الغير.. تلك هي الاستراتيجية الإيرانية (الكبرى)، وها هي تجليات اللعبة تتظهّر في العراق، بعد أن كانت لبنان كما اليوم ساحة لها. العراق.. المنكوب بالاحتلال الامريكي الأول، والمنكوب نكبة مضاعفة بالاحتلال الإيراني الثاني، سيكون هو الملعب فيما لو تجاوزت الحرب الكلامية الأمريكية / الإيرانية حدود الكلام وتطورت إلى راجمات الصواريخ. هو الحال كذلك، وهو حال يهدد آمال العراق بمستقبل سلمي ويعرّض علاقاته مع الولايات المتحدة للخطر. الباحثان مايكل نايتس وهو أمريكي الجنسية، وأساف أوريون، وهو عميد إسرائيلي متقاعد واستراتيجي للشؤون الدفاعية، أفردا بحثاً بالغ الأهمية، بل بالغ الواقعية والدقة. أما عن خلاصات بحثهما، فالخلاصات تتركز في تخوفهما من قيام إيران سرّاً بتزويد صواريخ مدفعية طويلة المدى إلى ميليشياتها الوكيلة في العراق، بما فيها «كتائب حزب الله» و«حركة حزب الله النجباء» اللتان صنفتهما الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب، وربما «منظمة بدر» أيضاً. وفق ما كتباه، فالتنظيمات الوكيلة الشيعية في العراق كانت قد طوّرت استخداماً خاصاً لقواعد آمنة في محافظات ديالى (مثل “معسكر أشرف”) وصلاح الدين (“معسكر سبايكر”) وبغداد (جرف الصخر) وكربلاء (الرزازة) وواسط (الصويرة). ومن المسلّم به على نطاق واسع أيضاً أن الميليشيات طورّت خط تواصل وتحكم يمتدّ إلى إيران عبر ديالى، يسمح لها باستيراد الصواريخ والمعدات من دون موافقة الحكومة العراقية أو عِلمها. فعلى سبيل المثال، ربما تكون صواريخ المدفعية قد دخلت أساساً إلى العراق في ناقلات مياه أو نفط فارغة، وهو تكتيك استُخدم أيضاً في اليمن.

  • ماذا لو صح كلامهما؟

لدى واشنطن وبغداد أسباب واضحة للوقوع في السيناريوهين المذكورين أعلاه، ولهذا معنى واحد: قد يعرّض مكانة الولايات المتحدة في العراق للخطر ويفسد الفرصة الأولى المتاحة أمام العراق لتحقيق سلام مستدام بعد عقود من الصراعات. هذا استخلاص أول، والاستخلاص اياه يعني فيما يعنيه، أن العراق ستتحول إلى ساحة حرب، وهي حرب لن تكون أقل كارثية، ولا تدميراً من الحربين السابقتين ونعني الحرب العراقية الإيرانية، ومن ثم الحرب الأمريكية على العراق، بما يعيد تدمير ما بني ما بعد الدمارين الأولين، وبما يعني أن مصير العراق سيكون جهنم، وفي لعبة ليست من اختيار العراقيين لا في المسببات والدوافع ولا في الاستثمار. ما يحكى هنا عن العراق، لابد ينطبق على لبنان، فالذراع الإيرانية في لبنان، ستمد بكل وسائط الاحتراق إلى بلد لم يرتح من الحرب الأهلية الأولى، حتى دخل احتلالاً سورياً، ولم يرتح من الاحتلال حتى دخل حرب تموز، ولم تتيسر له فرصة الاستراحة من نيران الحرب حتى وقع تحت هيمنة حزب الله باقتصاده وإدارته ومجتمعه الأهلي، وبذلك يتجدد الجحيم اللبناني، وحال اليمن وفق اللعبة الإيرانية ليس بأفضل من حال لبنان. هي ذي “الثورة الإسلامية” في إيران.. ثورة (المغلوبين)، وقد تطلعوا إلى لعب دور (الغالبين)، ليعمموا الخراب على ماتطال أيديهم من عمار. مقتدى الصدر قالها:

  • إذا ماوقعت.. ستكون هذه الحرب نهاية للعراق.

الكارثة الإيرانية تتمدد.. والعالم بالانتظار. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى