fbpx

بعد انتهاء مهلة الأسد لرامي مخلوف.. ترقب وحذر ومخاوف من صراع مسلح

مرصد مينا – هيئة التحرير

يوم مضى على انتهاء المهلة التي حددتها وزارة الاتصالات التابعة للنظام السوري لتسديد الديون المترتبة على شركات ابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف، دون أن يصدر بيانٌ أو ترد معلومات من أي من الطرفين. فيما يبقى الترقب سيد الموقف في أوساط السوريين عامة، وموالي الأسد خاصةُ، إذ يخشون من تفاقم الصراع ضمن العائلة الحاكمة فيكونون وأبناؤهم حطباُ له، كما كانوا خلال سنوات الأزمة الطوال، إضافةً إلى أن من شأن هكذا صراع التسبب في خسارة العائلة للحكم، وانتقاله للمعارضة.

“الصراع المسلح” فكرةُ تؤرّق مضاجع الموالين، لاسيما في الساحل السوري الذي يخيم عليه القلق والهدوء الحذر، سيناريو غير مطروح في الوقت الراهن، كما يتوقع محللون، حيث أن نتائجه تكاد تكون محسومةً لصالح الأسد، الذي فكك بتوجيهات روسية الميليشيات التي كانت تتبع لـ”جمعية البستان” المملوكة لرامي مخلوف، حيث كان عدد عناصرها قرابة 22 ألف مسلح.

الخلافات بين الأسد ومخلوف ظهرت على السطح، بعد أن نشر الأخير تسجيلين مصورين على مواقع التواصل الاجتماعي، الأول كان في 30 نيسان، خاطب فيه مخلوف ابن عمته بشار الأسد داعياً إياه إلى حل مشكلة الضرائب المترتبة على شركته الخلوية “سيرياتيل”، مدعياً أنه قام بتسديدها، فيما ردت عليه وزارة الاتصالات بالتأكيد على أن الشركات الخلوية مطالبة بموافاة هيئة الاتصالات بالجواب النهائي بموعد أقصاه 5/5/2020 لقبولها التّفاوض حول آلية تسديد مبلغ 233.8 مليار ليرة سورية كفروقات لبدل التّرخيص الابتدائي.

وقال مخلوف، في التسجيل الثاني الذي بثه في 3 أيار الجاري، إنه يتعرض لضغوط “غير مقبولة” وبطريقة “غير إنسانية” للتخلي عن شركاته أو ما سماها بـ”جنى عمره” وتنفيذ تعليمات –لم يذكرها- دون نقاش أو اعتراض، مضيفاً أن الأجهزة الأمنية التي تمارس تلك الضغوط قامت باعتقال موظفيه، في إطار حملة التضييق الممارسة ضده. وعبّر مخلوف عن استغرابه من ممارسات تلك الأجهزة، لاسيما وأنه أكبر داعم وخادم لها، محذراً من مغبة استمرار الوضع بهذا الشكل في البلاد، داعياً رأس النظام إلى التدخل السريع لحل مشاكله.

محللون رأوا أن ما جرى هو ضربة من سلسلة ضربات وجهها النظام لمخلوف خلال الفترة الماضية، تكشف مدى عمق الخلاف الحاصل ضمن العائلة. ابتداءً بالحجز على ممتلكاته في آب الماضي، مروراً بأزمة جمعية البستان، في أيلول، التي صدر قرار رئاسي بتجميد أعمالها. ومن ثم أزمة شركة “تكامل” التي يملكها ابن خالة زوجة رأس النظام أسماء الأسد، “مهند الدباغ”، والتي كان “مخلوف” من أبرز أطرافها، كعدو “للدباغ”. إذ شُنت حملة إعلامية ضد الشركة لفضح استغلالها للسوريين، ووُجهت أصابع الاتهام بالوقوف وراء تلك إلى رامي مخلوف، لاسيما وأنه سرّب أيضاً خبر شراء الأسد لزوجته لوحةً بمبلغ 30 مليون دولار، الخبر الذي أثار استياء حلفائه ومواليه، حيث تعيش البلاد تحت وطأة الحرب والفقر والديون المتراكمة.

ما قام به مخلوف جاء رداً على فضيحة تسريب صور الحياة المترفة لأبنائه في الإمارات، وفضيحة شراء عقارات في روسيا بقيمة 40 مليار دولار، والتي أثارت أيضاً جدلاً كبيراً داخل أوساط النظام ومواليه.

مسلسل الخلافات والفضائح المستمر في عائلة الأسد، انعكس بشكل مباشر على الأوساط الموالية له، وهو ما يظهر جلياً في تعليقاتهم، فعلى مبدأ “أصبح العرب عربين” انقسم الموالون إلى طرفين، طرف متعاطف مع مخلوف باعتباره داعماً للأسد وأحد أفراد عائلته المقربين منه، ويرى هذا الطرف أن أسماء الأسد أثارت فتنة كبيرة داخل تلك العائلة، التي تعد “دخيلةً” عليها. في حين رأى طرف آخر أن مخلوف أحرج رأس النظام وصوّره بمظهر الضعيف، الذي لا حول له ولا قوة، إضافة إلى أنه هيمن لسنوات طويلة على مجالات عديدة في الاقتصاد السوري، وتورط بقضايا فساد، كقضية تعريب حبوب مخدرة تمت تعبئتها ضمن علب خاصة بمنتج الحليب الذي تصدرها شركته “ميلك مان”، ولذا لابد من محاسبته، وأن الأولى له أن يتخلى عن بعض مظاهر الترف والثراء الفاحش لتسديد مستحقات الدولة منه، بدلاً من التذلل على وسائل التواصل الاجتماعي. 

Read More

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى