fbpx

منبج: خارطة مبعثرة أمام التفاهم التركي-الأمريكي

تصعيد غير مسبوق تشهده العلاقات التركية- الأمريكية، وذلك على خلفية اجتماعات للجنة المشتركة التي جرت مؤخراً في العاصمة أنقرة.

الهدف من الاجتماع وفق بعض المصادر، هو ممارسة كل طرف منهما ضغط على الآخر، وذلك بغية الوصول إلى مذكرة تفاهم مشتركة بين البلدين من شأنها أن تعزز مساعي الطرفين للوصول إلى تفاهمات جديدة حول الملفين الشائكين الذين يتعلقان بالقضية السورية على وجه التحديد، وهما “ملف المنطقة الأمنية” في شرق الفرات، والعمل على تطبيق خريطة الطريق في منبج الواقعة غربي نهر الفرات، كما أنه و بالتأكيد سيتم التطرق إلى صفقة “إس 400 ” والتي أبرمتها تركيا مع روسيا، الأمر الذي أزعج الإدارة الأمريكية.

حيث بدأت أنقرة بإجراء اتصالاتها المكثفة مع الفصائل السورية المعارضة المتواجدة في الشمال السوري، بهدف التأهب لعملية تعدها الإدارة التركية شرقي الفرات، كما أنها قامت بتعزيز وجودها العسكري على الشريط الحدودي مع سورية، وفتحت نوافذ جديدة في الجدار الحدودي المواجه لمنطقة “دارة عزة” بريف حلب، ومنطقة ” تل أبيض” أيضا، كما أنها نشرت وحدات أمنية خاصة، وسط جولات تفقدية أجراها مسؤولين أتراك رفيعي المستوى على المناطق السورية.

وفي السياق ذاته قال القيادي “مصطفى سيجري” رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم في حديثه مع “مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي”: بالنسبة للمنطقة الآمنة نحن نعتقد ومن وجهة نظرنا إقامة هذه المنطقة بات مسألة وقت لعدة اعتبارات أهمها التفاهم الذي حصل في الفترة الأخيرة ما بين الجانب أمريكا والجانب تركيا.

وإذا غضينا النظر عن أي تفاهمات خارجية هناك توجه حقيقي من قبل الجيش السوري الحر وبدعم من الحلفاء في تركيا على إقامة هذه المنطقة ولو اضطروا للعمل العسكري، فبالتالي أنا أعتقد أن إقامة هذه المنطقة بات مسألة وقت فقط، ولكن ومن وجهة نظر شخصية فإن الأمور ما زالت تمشي، ولو بخطوات بطيئة، في الاتجاه الصحيح ما بين الطرفين التركي والأمريكي والتي ستفضي بدورها إلى إقامة المنطقة الآمنة.

وبحسب جريدة الشرق الأوسط فإن الحكومة التركية قد استغلت قتل ثلاثة من دبلوماسييها في أربيل العراق، للقيام بحملتها التي تستهدف “حزب العمال الكردستاني” ومن يحالفه في سورية، المتمثل بوحدات حماية الشعب الكردي، والتي تعد الذراع الأقوى لحلفاء الادارة الأمريكية وهم “قوات سوريا الديمقراطية” المتمركزة شرق الفرات.

بدورها كانت واشنطن قد استهلت الضغط على أنقرة، عندما باشرتها بسلسلة عقوبات تمثلت بـ ” إيقاف تدريب الطيارين الأتراك وإلغاء تسليم أنقرة صفقة ” إف35 ” التي أبرمت منذ مدة بين البلدين، وذلك عقب شراء الأخيرة لمنظومة الروسية إس 400″.

كما قامت واشنطن بتعزيز موقفها ضد وجود داعش شرق سوريا، حيث زار مسؤولون في الإدارة الأمريكية دول هنغاريا، ألبانيا، وبولونيا وتباحثوا معهم بشأن المشاركة بإرسال قوات برية إلى شرق سوريا لسد الفراغ الحاصل إزاء سحب الرئيس الأمريكي ” دونالد ترامب” لمعظم القوات الأمريكية المتواجدة هناك.

وقام التحالف الدولي بتوسيع بعض قواعده المتمركزة في عين العرب” كوباني” شرق الفرات، وذلك بعدما عززت أمريكا وجودها في قاعدة “التنف” التي تقع على الحدود المشتركة بين العراق، سوريا، والأردن.

حيث يسعى كل من الجانبين التركي والأمريكي، لتعزيز موقفه لفك عقدة ” المنطقة الأمنية شرق الفرات و خريطة منبج” وهما المشكلتين الأهم المختلف عليهما.

تركيا تريد إقامة منطقة أمنية، تمتد من جرابلس على نهر الفرات إلى فش خابور على نهر دجلة بعمق 30 إلى 35 كيلو مترا، وأن يكون الجيش التركي هو المسؤول الرئيسي عنها، مع عدم السماح لأي وجود للوحدات الكردية هناك، كما تريد أنقرة أيضا تفكيك المجلس المحلي لمدينة منبج وتشكيل آخر جديد من شخصيات تتبع لها، وهذا يعني أنها تسعى لإخراج جميع القوات الكردية المتواجدة من منبج إلى شرقي الفرات.

بينما تقول الادارة الأمريكية أنها لا تريد أي تواجد بري للقوات التركية، وأنها مستعدة لمراقبة المنطقة عن طريق سلاح الجو، وذلك للفض بين تركيا والوحدات الكردية، كما أعربت واشنطن أنها ستكون مرنة في تحديد عمق المنطقة بما أنها لا تتعارض مع مناطق تواجد الأكراد، حيث صرح مسؤولين أمريكيين أن المنطقة الأمنية ستكون بعمق يتراوح من خمسة إلى 14 كيلو مترا، بحيث لا تشمل مدينة عين عرب “كوباني” وتلتف حول المربع الأمني للنظام السوري في مدينة القامشلي.

وأما فيما يخص “خارطة الطريق” فتقول الولايات المتحدة الأمريكية مع فرنسا والتي بدورها أنشأت قاعدة عسكرية لها قرب مدينة منبج، أنه تم تنفيذ معظم الخريطة، حيث جرى إخراج عشرات من الوحدات الكردية إلى شرق الفرات، وتم تسيير دوريات مشتركة، وأن وجود المجلس المدني حاليا، يعكس وضع المدينة الحقيقي.

القيادي في الجيش الحر “سيجري” تحدث لـ “مينا”، عن آخر التطورات حول خارطة منبج بالقول: “بما يخص منبج حقيقة معلوم لدى الجميع أن هناك خارطة طريق كان من المفترض أن يتم الانتهاء منها من عدة أشهر ولكن، من وجهة نظري الشخصية، أعتقد أن الأمريكان قد دفعوا في الفترة الأخير للتوصل مع الجانب التركي لتفاهم كامل حول النقاط العالقة فيما يخص الملف السوري”.

ويتابع: “واشنطن تسعى لإبرام اتفاق شامل ليس فيما يخص مدينة منبج فقط أو المنطقة الآمنة بل أيضا بما هو اوسع من ذلك، فبالتالي ربما نشهد في المرحلة القادمة عودة أمريكية لملف إدلب وربط كامل الحدود السورية التركية باتفاق كامل ما بين الجانبين الأمريكي والتركي”، وفقا لتصريحات سيجري رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم أحد تشكيلات درع الفرات.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى