fbpx

هل توافق الإعلام العالمي بأن ما يحدث لغزة هو إبادة سكانية؟

مرصد مينا

لم تعد الإجابة تصطدم بتعدد المواقف والآراء، فـ “الغارديان”، البريطانية، صحيفة “باكنغهام” تلك التي أقسمت ملكتها اليزابيت الثانية صاحبة أطول عهدة ملكية شهدتها بريطانيا على أمرين “عدم التنازل عن العرش” و “حماية إسرائيل”، تذهب لتقول “الحياة تستنزف في غزة”، وتزيد على العنوان بالقول إن “مقتل العديد من المدنيين الذين كانوا يبحثون بشدة عن المساعدة زاد من الضغوط الدولية من أجل التوصل إلى اتفاق”، فيما تذهب كامالا هاريس، وهي الشابّة الفتيّة نائبة العجوز جو بايدن لتقول إن “الناس في غزة يتضورون جوعا … وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تفعل المزيد لزيادة تدفق المساعدات”.
فيما يُنقل عن راميش راجاسينغام، المدير المنسق لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، قوله “إن واحدا من كل أربعة أشخاص في غزة على بعد خطوة واحدة من المجاعة” وربما كان يقصد من “الموت جوعاً”، وإذا مضينا أبعد فها هو رئيس المجلس النرويجي للاجئين، جان إيغلاند، يفرج عن اعتقاده بأن هناك بالفعل مجاعة في غزة”.
كل هذا لتكون النتائج قد اقتصرت على عرض مسرحي جوي يقوم على تنظيم إنزال جوي للإمدادات فوق مناطق جنوب غرب غزة، يتطلب “500 رحلة جوية يوميا كي “لا يصل إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها”.

وهكذا ستكون النتائج تماماً كما أوردت الغارديان”الحياة تُستنزف من غزة بسرعة مرعبة”.

حتى الصحافة الإسرائيلية لم تتنكر لهذا الحال فما أوردته يديعوت احرونوت يستدعي التأمل، أقله ما جاء تحت عنوان “من يسيطر على المساعدات لغزة، يقوض حكم حماس، فلماذا يتباطأ نتنياهو؟”.

وهنا، بماذا لخصت يديعوت الحكاية؟

تتلخص رؤيتها في أنه “مع تقدم الجيش الإسرائيلي في تفكيك البنية التحتية العسكرية والإدارية لحماس في غزة، تصبح الأزمة الإنسانية أكثر أهمية في تحقيق النصر في الحرب”.
ـ كيف ذلك؟
تبني الصحيفة رأيها على أن هناك “كارثة إنسانية في غزة تتكشف وإذا تصاعدت الأمور أكثر، فإن البيت الأبيض والرأي العام الدولي لن يسمحا لإسرائيل بمواصلة الحرب، وستتهم المحكمة الجنائية الدولية الجنود الإسرائيليين بارتكاب جرائم حرب، وستكون إسرائيل عرضة للخطر”.
لكن إسرائيل، كما تقول الصحيفة ستستفيد من الموقف إذا تصرفت بشكل معقول، فمن يسيطر على الظروف المعيشية للسكان “قادر على تقويض حكم حماس”.
تقول الصحيفة إن الجيش أعد سيناريوهات عدة للتعامل مع مسألة المساعدات الإنسانية، لكنه مقيد الأيدي بقرارات مجلس الوزراء وعلى رأسه بنيامين نتنياهو، والذي أخفق في اتخاذ قرار بشأن خطة “ما بعد الحرب”.
ثم تقر الصحيفة بأن “القضية الإنسانية في مثل هذا الوضع تصبح حرجة للغاية”، لكنها تشير إلى أن نتنياهو، بحسب مسؤولين أمنيين، يريد “إجبار المجتمع الدولي على إنشاء نظام لتوزيع المساعدات تديره هيئة دولية تحت قيادة الولايات المتحدة إلى جانب دول عربية وأوروبية”.
بعد هذه السيناريوهات تقترح الصحيفة بعض الإجراءات التي “يمكن أن تخفف من حدة الكارثة الإنسانية”، منها السماح بدخول المساعدات عبر عدة نقاط في شمال غزة حيث تسيطر قوات الجيش الإسرائيلي على الأرض.
أو إيصال المساعدات إلى ميناء أشدود، أو عبر قبرص، ويتم إيصالها لسواحل غزة، على يد القوات الأمريكية وقوات الناتو ضمن مناطق محددة يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، ويمكن للجيش إنشاء عدة مراكز توزيع آمنة، يتم من خلالها إيصال المساعدات مباشرة إلى المحتاجين بواسطة الأمم المتحدة بحسب الصحيفة التي تختم:”إن التعاون مع المجتمع الدولي سوف يفيد إسرائيل إلى حد كبير، إذ سيكسبها شرعية ودعم الولايات المتحدة والرأي العام الدولي، ويعمل على تقويض حكم حماس المدني، وتؤكد: “من يسيطر على المساعدات يتحكم أيضا في السكان”.

هذا هو سيناريو الإنقاذ، ما بعد سيناريو الإبادة، غير أن الإبادة تحققت جزئياً ولم يتبق منها سوى المشهد الأخير الذي سينزل الستارة عن أمّة مُدّمّرة اسمها “الأمّة الغزاوية”، تلك التي تدفع الأثمان.. وحدها تدفع الأثمان ومن ثم تصرخ:
ـ يا وحدنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى