fbpx

الحصار.. ما بعد الموت الأول

يأتي الحصار، ومتأخراً. بعد دمار ثلثي البلاد، يأتي. بعد آلاف القتلى، الجرحى، المشردين، يأتي. بعد تغوّل السلاح في كل البلاد، بما يعزّز من فوضى السلاح.. يأتي. بعد جحافل الإيرانيين، ومستوطنات الروس .. يأتي. وحين كان الحصار يعني الحصار على النظام، لم يأت الحصار، ولكنه أتى على السكّان. على رغيف الخبز، وموقد التدفئة، وحليب الطفل، وسرير المشفى. والنظام.. ساقط لاريب في ذلك.. اليوم، غداً، بعد غد، فللحظة سقوطه تداعياتها، وقد تكون أسرع مما نظن، ولكن السؤال: سقط النظام.. ماذا بعده؟ تقسيم البلاد؟ حرب زواريب؟ استعادة الدولة لشرعية الدول؟ وكيف سيكون التقاسم الوظيفي للبلاد ما بين روسي / تركي / إيراني ، وما موقع الإدارة الأمريكية في إدارة التقسيم ذاك. السوريون خائفون، وقد تبدو كلمة خائفون، أقل شأنا من فائض التوقعات، كل التوقعات. خائفون وقد ذاقوا ويلات الحرب والموت، بما يستدعي القول: وكيف لهم أن يكونوا خائفين وقد اختبروا الموت في الأقبية، والموت في الخنادق، والموت بالدواء المسموم، والموت بمنوعات الكيماوي، ورعب الموت في السجون. نعم السوريون خائفون من مرحلة الموت الثاني، فالموت الأول كان مرحلة تمهيدية للموت، أما الموت القادم فقد فتح الستارة على موت جديد، وليست البلاد بعيدة عن مثيلاتها من البلدان العربية الأخرى، كما لو قلنا ليبيا على سبيل المثال، ففصائل الموت التي تدّعي أنها “جنود الله”، مازالوا على سلاحهم، والفوضى ليست سوى الغذاء الضروري لامتداداتهم، والداعمون كثر، أقلّه: الداعم التركي، والداعم القطري، وثالثهما الداعم الإيراني. بما يعني وبعد ثورة وثمانية عام من الحرب، فالحصاد: لم تنجز ثورة، ولم يبق على الدولة. السوريون خائفون.. فالآتي أعظم. هوذا لسان حال السوريين، وقد شهدوا تعسف النظام، وعرفوا معارضاته وقد تناسلت من النظام لتكون المسخ المنسوخ عنه. مسكينة يا سوريا، وجريحة. مسكينة وطيبة ومقتولة. ها نحن ذا في المرحلة الثانية من مراحل الموت. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.''''

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى